كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

جملة في موضع الخبر (حجة) أي: تعدل حجة، وفي رواية لابن ماجه: "تعدل حجة" (¬1)، وفي رواية "تقضي حجة" (¬2)، أي: تقوم مقامها في الثواب لا أنها تقوم عن حجة الإسلام ولا عن غيرها؛ فإنه لو كان على الإنسان حجة فاعتمر في رمضان لم تجزئه عن الحجة بالاتفاق، لكن لما صحت نيتها (¬3) في الحج وجعلت البكر له ورأت أنها عاجزة عن الحج لما حصل لها من الكبر والضعف جعل ثواب ذلك في العمرة في رمضان، خير لها ومجازاة لاحتراصها على الخير ورغبتها فيه، ومجازاة بنيتها.
قال المنذري: ورواه البزار والطبراني في "الكبير" في حديث طويل بإسناد جيد عن أبي طليق أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فما يعدل الحج معك؟ قال: "العمرة في رمضان" (¬4)، قال: وأبو طليق هو أبو معقل، وكذا زوجته أم معقل تكنى أم طليق أيضًا، ذكره ابن عبد البر (¬5).
وقال الترمذي: قال إسحاق: معنى هذا الحديث مثل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقد قرأ ثلث القرآن" (¬6). يعني: لكن يفرق بينهما بأن من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقد قرأ ثلث القرآن بلا مضاعفة ثواب، ومن قرأ ثلث القرآن كان ثوابه
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (2993).
(¬2) "صحيح البخاري" (1863).
(¬3) في (ر): بعينها.
(¬4) "المعجم الكبير" 22/ 324 (816)، و"كشف الأستار" (1151).
(¬5) "الاستيعاب" (4216).
(¬6) "جامع الترمذي" (939).

الصفحة 126