كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

فلا بد من ضم النية إليه أو ضم لفظ آخر.
وفيه دليل على جواز الوقف في (¬1) سبيل الله، قال ابن الصباغ وغيره: إذا وقف في (¬2) سبيل الله يكون للغزاة الذين لهم معايش يغزون إذا نشطوا (¬3) دون أهل الفيء الذين هم مدونون للغزو.
(فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن امرأتي تقرأ) بفتح التاء والراء (عليك السلام ورحمة الله) فيه إرسال المرأة السلام مع زوجها إلى أجنبي إذا كان من أهل العلم والصلاح، وإذا أرسل السلام مع أحد وجب عليه تبليغ السلام إليه، ويقول المبلغ هكذا، ولا يقول ما كثر استعماله في هذا الزمان: فلان يقبل أياديك؛ فإن فيه مخالفة السنة والكذب.
(وإنها سألتني الحج معك فقلت) لها (: ما عندي ما أحجك) بضم الهمزة وكسر الحاء أيضًا (عليه) فيه دليل على أنه لو قال: والله ما لي جمل أحملك عليه، [أو: ما عندي ما أحملك عليه] (¬4)، وكان له جمل وقفه لله تعالى أنه لا يحنث، وقد قال أصحابنا أنه لو حلف أنه لا مال له، وله مكاتب أو موقوف أو منفعة لم يحنث، ويحنث بما إذا كان له مدبرًا أو معلق عتقه بصفة (¬5)، أو عبد يخدمه (¬6).
(فقالت: أحجني) ويجوز: أحججني (على جملك فلان) بالجر على البدل (فقلت: ذاك) بكسر الكاف (حبيس) بفتح الحاء، فعيل بمعنى
¬__________
(¬1) في (م): على.
(¬2) في (م): على.
(¬3) زاد في (م): أو.
(¬4) و (¬5) سقط من (م).
(¬6) "روضة الطالبين" 11/ 52.

الصفحة 132