كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

[1933] (ثنا مسدد) قال (حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحافظ، له نحو (¬1) أربعة آلاف حديث، ثقة متقن، قاله ابن معين (¬2). قال (ثنا أشعث بن سليم) بضم المهملة، وهو ابن الشعثاء (عن أبيه) سليم بالتصغير بن الأسود المحاربي، لازم عليّا - رضي الله عنه -، توفي سنة 82 (قال: أقبلت مع ابن عمر من عرفات إلى المزدلفة، فلم يكن يفتر لسانه من الذكر (¬3) والتكبير والتهليل) وهو لا إله إلا الله، وهو من عطف الخاص على العام؛ فإن التهليل من ذكر الله تعالى، وإنما عطف عليه لكونه أفضل الأذكار، كقوله: {وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (¬4)، فإنهما من أفضل الملائكة، وفيه دليل على الإكثار من ذكر الله في طريقه إلى العبادات كطرق الحج والجهاد والصلوات وغير ذلك، وكذا يكثر من الصلاة والسلام (¬5) على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(حتى أتينا المزدلفة، فأذن وأقام، أو أمر إنسانًا فأذن وأقام) شك من الراوي، فيه دليل على أنه يستحب لمن أذن أن يقيم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم". وقال به (¬6) جماعة من العلماء، وقال الشافعي: إذا أذن الرجل أحببت أن يتولى الإقامة (¬7). وقال أبو بكر
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) انظر: "تهذيب الكمال" 12/ 284.
(¬3) سقط من (م).
(¬4) البقرة: 98.
(¬5) من (م).
(¬6) في (م): ابن.
(¬7) "الأم" 1/ 189.

الصفحة 14