كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيها) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي، كان اسمه عبد الكعبة فغيره وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، وأمه أم رومان أم عائشة.
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الرحمن: يا عبد الرحمن أردف) بفتح الهمزة وكسر الدال (أختك عائشة) بالنصب، فيه دليل على جواز إرداف الرجل المرأة من محارمه والخلوة بها، وهذا مجمع عليه (فأعمرها) بفتح الهمزة (من التنعيم) بفتح المثناة فوق وسكون النون مكان معروف خارج مكة على أربعة أميال من مكة إلى جهة المدينة، قاله الفاكهي (¬1). وهناك مسجدان رجح المحب الطبري أن الذي اعتمرت منه عائشة هو الأبعد على الأكمة الحمراء (¬2). سمعت عن أشياخي [أن الأول] (¬3) هو الصحيح عند أهل مكة.
فيه دليل على أن من كان بأرض مكة وأراد العمرة فيجب عليه الخروج إلى الحل ليجمع في نسكه بين الحل والحرم، كما أن الحاج يجمع بينهما، فإنه يقف بعرفات وهي في الحل، ثم يدخل مكة للطواف وغيره. هذا مذهب الشافعي والجمهور، فلو أحرم بالعمرة في الحرم [ولم يخرج إلى الحل] (¬4) لزمه دم (¬5). وقال عطاء: لا شيء عليه (¬6). وقال قوم: يتعين الإحرام بالعمرة من التنعيم خاصة؛ فإنه من
¬__________
(¬1) "أخبار مكة" 5/ 61.
(¬2) "فتح الباري" 3/ 711.
(¬3) في (ر): الذي.
(¬4) من (م).
(¬5) انظر "المجموع" 7/ 209، و"شرح النووي" 8/ 151.
(¬6) "شرح النووي" 8/ 151.

الصفحة 141