كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

(الكعبي قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الجعرانة) بكسر الجيم وسكون العين على الأفصح كما تقدم.
(فجاء إلى المسجد) الذي بها (فركع) فيه (ما شاء الله) [فيه أنه يستحب لمن أراد أن يصلي ركعتي الإحرام أن يصلي الركعتين في المسجد الذي هناك إن كان ثم مسجد] (¬1) فأحرم بالعمرة من الجعرانة. فيه استحباب الإحرام من الجعرانة.
وذكر الواقدي أن إحرامه من الجعرانة كان ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة (¬2). وذلك في رجوعه من الطائف وفي "فضائل مكة" للجندي عن يوسف بن ماهك قال: اعتمر من الجعرانة ثلاثمائة نبي. (¬3) والجعرانة من الحل بلا خلاف.
(ثم استوى على راحلته) وفيه دليل لمن يرجح الإحرام عقب ركعتيه، والأصح أنه يحرم إذا انبعثت به راحلته (فاستقبل) أي: لما خرج من (¬4) الجعرانة سائر إلى (بطن سرف) بفتح السين وكسر الراء، وهو مكان بين مكة والمدينة بقرب مكة على أميال منها، قيل: ستة، وقيل: تسعة، وقيل: اثنا عشر ميلًا (¬5).
(حتى لقي طريق المدينة، فأصبح بمكة كبائت) أي: كمن بات بها،
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) "مغازي الواقدي" 3/ 958.
(¬3) "عمدة القاري" 9/ 216.
(¬4) زاد في (ر): بطن.
(¬5) من (م).

الصفحة 144