كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

عن عائشة أن صفية حاضت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
(فقال رسول الله: لعلها حابستنا) قال القرطبي: فيه دليل على أن الكَرِي (¬1) يحبس على التي حاضت ولم تطف طواف الإفاضة حتى تطهر، وهو قول مالك، وقال الشافعي: لا يحبس عليها كري، ولتكري جملها أو تحمل مكانها غيرها، قال: وهذا كله في الأمن ووجود المحرم، وأما مع الخوف وعدم ذي محرم فلا تحبس باتفاق؛ إذ لا يمكن أن [يسير بها وحدها] (¬2) ويفسخ الكري، ولا يحبس عليها الرفقة إلا أن يبقى لطهرها كاليوم ونحوه (¬3).
(قالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت) رواية مسلم: إنها قد زارت يوم النحر (¬4) (فقال: فلا) أي: فلا تحبسنا (إذًا) التنوين في إذا بدل من (¬5) الجملة المحذوفة عوض عنها، تقديره: فلا تحبسنا إذا أفاضت يوم النحر؛ لأنها أتت بالطواف الذي هو ركن الحج.
[2004] (ثنا عمرو (¬6) بن عون) بن أوس بن الجعد السلمي، قال: (أخبرنا أبو عوانة) الوضاح (عن يعلى بن عطاء) الطائفي نزل واسطًا، ثقة (¬7). (عن الوليد بن عبد الرحمن) الحرشي (عن الحارث بن عبد الله
¬__________
(¬1) في (ر): الذي.
(¬2) في (ر، م): يسترها وحده. والمثبت من "المفهم".
(¬3) "المفهم" 3/ 428، و"الاستذكار" 13/ 262، و"المجموع" 8/ 258.
(¬4) "صحيح مسلم" (1211) (386).
(¬5) في (م): عن.
(¬6) سقط من (ر).
(¬7) "تقريب التهذيب" (7899).

الصفحة 156