كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

(قال: فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فيه نسبة الفتوى إليه - صلى الله عليه وسلم - (فقال عمر: أربت) بفتح الهمزة [وكسر الراء] (¬1) وفتح تاء المخاطب وسكون الباء الموحدة (عن يديك) أي: سقطت آرابك، يديك وغيرها، والآراب بالمد: الأعضاء، واحدها إرب بكسر الهمزة وسكون الراء.
وعن ابن الأنباري: معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج، وقد أرب الرجل إذا احتاج إلى الشيء وطلبه (¬2). وهذِه كلمة لا يراد بها الدعاء ولا وقوع الأمر كما قال: تربت يداك وأشباهه (¬3). ولا يليق [بعمر أن] (¬4) يدعو على صحابي بسبب سؤال [سأل عنه] (¬5) رسول الله، بل المعنى: أصابك خجل إذ أردت أن تخجلني بخلاف رسول الله.
(سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال أبو عمرو بن الصلاح: ينبغي للمستفتي أن يحفظ الأدب مع المفتي ويجله في خطابه وسؤاله ونحو ذلك، ولا يقول للمفتي إذا أجابه: كذا أفتاني (¬6) فلان أو غيرك (¬7)، ولا يقول: كذا قلت أنا، ولا كذا وقع لي، وما
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) "تهذيب اللغة" (أرب).
(¬3) زاد في (ر): سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وستأتي في (م) في موضعها.
(¬4) في (ر): بأن عمر.
(¬5) سقط من (م).
(¬6) في (ر): أجابني.
(¬7) في (م): غيره.

الصفحة 158