كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

التنعيم حين أرادت عمرة منفردة عن الحج (فدخلت) أي إلى مكة (فقضيت عمرتي) أي بالطواف والسعي والتقصير، ثم رجعت (وانتظرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأبطح) وهو [المحصب والمراد به هنا بطحاء مكة، وهو متصل بالمحصب، وهو إلى منى أقرب من مكة، قال ابن دريد] (¬1): الأبطح والبطحاء الرمل المستطيل على وجه الأرض (¬2). وقال أبو زيد: الأبطح أثر المسيل ضيقًا كان أو واسعًا.
(حتى فرغت) من عمرتي ([وأمر الناس] (¬3) بالرحيل) أي إلى مكة ليطوفوا (¬4) طواف الوداع، [(قالت: وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بمن معه إلى (البيت فطاف به) أسبوعًا طواف الوداع] (¬5).
(ثم خرج) من مكة. قال الأذرعي من أصحابنا: لم أر لأصحابنا كلامًا في أن المودع بالطواف من أي أبواب المسجد الحرام يخرج. قال: وذكر بعض العصريين أنه يستحب أن يخرج من باب بني سهم (¬6).
ومن نوادر المالكية عن ابن حبيب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد من باب بني شيبة، وخرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وإلى المدينة من باب بني سهم، انتهى (¬7). فإن صح فذاك، ويحتمل أن يقال: يخرج
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) "جمهرة اللغة" (بطح).
(¬3) في (م): وأمرني.
(¬4) في (م): ليطوف.
(¬5) من (م).
(¬6) "نهاية المحتاج" 3/ 318.
(¬7) "التاج والإكليل" 3/ 113.

الصفحة 161