كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

يحدثه (عن جده) المطلب بن أبي وداعة (أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي مما يلي باب بني سهم) بفتح السين المهملة وهي قبيلة من قريش منسوبون إلى سهم بن عمرو كما تقدم، [قال المعتمر: قلت لطاوس: الرجل يصلي بمكة فيمر بين يديه الرجل والمرأة، فقال: أولا ترى الناس يبك بعضهم بعضًا، فرأى أن لهذا البلد حالًا ليس لغيرها من البلدان، ولذلك سميت بكة؛ لأن الناس فيها يبك بعضهم بعضًا أي: يدفع (¬1).
قال الأثرم: قلت لأحمد: الرجل يصلي بمكة فلا يستتر بشيء؟ فقال: إن مكة ليست كغيرها؛ إن مكة مخصوصة، ومن الدليل عليه ما أخرج عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن كثير بن كثير بن المطلب، عن أبيه، عن جده قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في المسجد الحرام ليس بينه وبينهم - أي: الناس - سترة. أخرجه الخلال بإسناده (¬2). ورواه أصحاب السنن. قال ابن حجر: ورجاله موثقون (¬3). وهو مروي عن الحنابلة وغيرهم] (¬4).
(والناس يمرون بين يديه وليس بينهما) أي: بينه وبين المارين (سترة) والمراد بالمارين بين يديه يعني الطائفين بالبيت، فقد نقل عن ابن الزبير وعطاء ومجاهد أنه يجوز للماشي في الطواف أن يمر بين يدي المصلي وليس بينه وبينه سترة كما في الحديث، [وهذا خاص للطائفين] (¬5)، ومن
¬__________
(¬1) انظر: "المغني" 3/ 90.
(¬2) انظر: "المغني" 3/ 89.
(¬3) "فتح الباري" 1/ 687.
(¬4) سقط من (م).
(¬5) في (م): لضرورة الطائفين.

الصفحة 179