كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

قزح، وفي حصول أصل هذِه السنة بالوقوف على هذا المستحدث وغيره من المزدلفة غير قزح وجهان:
أحدهما لا؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - وقف على قزح، وقال: "خذوا عني مناسككم".
وأصحهما، وبه قطع جماعة، منهم الرافعي، وقال النووي: إنه الصواب [أنها تحصل] (¬1) لقوله - عليه السلام -: "جمع (¬2) كلها موقف"، [وجميع مزدلفة موقف، ولكن أفضله قزح كما في عرفة كلها موقف] (¬3) وأفضلها عند الصخرات (¬4).
(فقال: هذا قزح) فيه دليل على جواز تسمية هذا الجبل قزح، وإن كان قد روى الحافظ أبو نعيم في "حلية الأولياء" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان" (¬5). يعني: الذي تقول له العوام: قوس قذح بالذال (وهو الموقف) الذي تقفون فيه.
(وجمع) بإسكان الميم [(كلها موقف)] (¬6) أي: كل بقعة منها موقف، أي: يصح الوقوف فيه (¬7)، لكن أفضله قزح كما أن عرفات كلها موقف
¬__________
(¬1) ساقطة من الأصول، والمثبت من "المجموع".
(¬2) في الأصول: قزح. والمثبت من "المجموع" وهو الموافق لما في كتب التخريج.
(¬3) من (م).
(¬4) "المجموع" 8/ 141 - 142.
(¬5) "حلية الأولياء" 2/ 309.
(¬6) سقط من (م).
(¬7) من (م).

الصفحة 18