كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

أَيْدِيهما الأَزْلامُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قاتَلَهُمُ اللهُ والله لَقَدْ عَلِمُوا ما اسْتَقْسَما بها قَطُّ". قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ البَيْتَ فَكَبَّرَ في نَواحِيهِ وَفي زَواياهُ ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ (¬1).
* * *

باب في دخول الكعبة (¬2)
[2023] (ثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة) وهذا إنما كان عام الفتح كما جاء منصوصًا عليه في رواية، ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح محرمًا، فلا يستدل به على أن دخول البيت نسك في الحج والعمرة كما ذهب إليه بعضهم.
قال القرطبي: وأما حديث حجة الوداع فليس في شيء منها تحقيق أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل أم لا (¬3). وإذا قلنا: إنه ليس بنسك. فهو مستحب.
(هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة) بن أبي طلحة (الحجبي) بفتح الحاء والجيم منسوب إلى حجابة الكعبة (¬4)، وهي ولايتها وفتحها وإغلاقها وخدمتها، ويقال له ولأقاربه: الحجبيون، واسم أبي طلحة عبد الله بن [عبد العزى] (¬5)، شهد مكة، ودفع النبي - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة إليه وإلى (¬6) شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وقال: "خذوها يا بني
¬__________
(¬1) رواه البخاري (1601)، ومسلم (1331).
(¬2) في الأصول الخطية: مكة. خطأ. والمثبت من "سنن أبي داود".
(¬3) "المفهم" 3/ 429.
(¬4) سقط من (م).
(¬5) في (م): عبد العزيز.
(¬6) في (ر): أبي.

الصفحة 199