كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

طلحة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم" (¬1).
(وبلال) بن رباح (فأغلقها عليه) ليكون أسكن لقلبه وأجمع لخشوعه، ولئلا يجتمع عليه الناس ويزدحموا فينالهم ضرر، وفيه دليل على اختصاص السابق للمنفعة المشتركة بها، ومنعها ممن يخاف تشويشها عليه، وقيل: أغلقها لئلا يصلى بصلاته فتتخذ الصلاة فيها سنة (ومكث فيها) أي: للدعاء بعدما صلى.
(قال عبد الله بن عمر: فسألت بلالًا حين خرج) من الكعبة: (ماذا صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية البخاري عن ابن عمر: فلما فتحوا كنت أول من ولج، فلقيت بلالًا فسألته: هل صلى فيه (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم (¬3) (جعل عمودًا عن يساره، وعمودين (¬4) عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه) وكذا في رواية البخاري، وفي "الموطأ" بمعناه (¬5)، وفي رواية لمسلم: جعل عمودين عن يساره وعمودًا عن يمينه (¬6)، وفي رواية البخاري: عمودًا عن يمينه، وعمودًا عن يساره (¬7).
قال القرطبي: وظاهر هذا الاختلاف اضطراب، ويمكن أن يقال: إنه - صلى الله عليه وسلم - تكررت صلاته في تلك المواضع وإن كانت القصة واحدة؛ فإنه
¬__________
(¬1) "المعجم الكبير" للطبراني (11234).
(¬2) من (م).
(¬3) "صحيح البخاري" (1598).
(¬4) في (م): عمودا.
(¬5) "صحيح البخاري" (505)، و"الموطأ" (895).
(¬6) "صحيح مسلم" (1329) (388).
(¬7) "صحيح البخاري" (505).

الصفحة 200