كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

يدخل البيت وفيه الآلهة) يعني: الأصنام التي كانت قريش تعبدها من دون الله تعالى، قال الداودي: وهذا كان عام الفتح سنة ثمانٍ حين فتح (¬1) مكة ودخلها بالسيف، وسبب عدم (¬2) دخوله [لما كان في البيت من الأصنام، ولم يكن المشركون يتركونه ليغيرها، وفيه أنه لا يجوز دخول] (¬3) الكنائس التي فيها الأصنام إلا إذا كان قادرًا على تغييرها.
(فأمر بها فأخرجت، فأخرج) [بضم الهمزة] (¬4) وكسر الراء، رواية البخاري: فأخرجوا (¬5) (صورة إبراهيم وإسماعيل) عليهما السلام (وفي أيديهما الأزلام) واحدها زلم بفتح الزاي وضمها، وفتح اللام، وهي القداح، وهي أعواد كانت الجاهلية يتخذونها (¬6) ويكتبون في إحداها: افعل، وفي الأخرى: لا تفعل، ولا شيء في الآخر، فإذا أراد أحدهم سفرًا أو حاجة ألقاها وأخرج، فإن خرج افعل فعل، وإن خرج لا تفعل لم يفعل، وإن خرج الآخر أعاد الضرب حتى يخرج له افعل أو لا تفعل، وكانت القداح بيد قيم الأصنام وهو السادن، وكان إذا أراد أن يخرج القدح سأل الصنم أن يوضح له ما يعتمد عليه.
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قاتلهم الله) أي: لعنهم الله (والله لقد علموا ما استقسما) والاستقسام طلب معرفة ما قسم له وما لم يقسم بالأزلام، وكذا
¬__________
(¬1) في (ر): دخل.
(¬2) من (م).
(¬3) سقط من (م).
(¬4) سقط من (م).
(¬5) "صحيح البخاري" (1601).
(¬6) في (م): ينحتوها.

الصفحة 203