كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

معرفة ما أمر به وما نهي عنه، قال التيمي: يعني قاتل الله المشركين الذين صوروا صورة إبراهيم وإسماعيل، ونسبوا إليهما الضرب بالقداح وكانوا بريئين من ذلك، وإنما هو شيء أحدثه الكفار الذين غيروا دين إبراهيم وأحدثوا فيه أحداثًا (¬1). (بها) أي بالأزلام (قط) ظرف لاستغراق ما مضى.
(قال: ثم دخل البيت) [بعد ذلك] (¬2) (فكبر في نواحيه.) فيه أنه يستحب لمن دخل البيت أن يكبر في نواحيه (¬3). ويدعو الله بالدعوات المهمة وشأنه حضور القلب والخشوع (و) كذا (في زواياه) جمع زاوية، اسم فاعل من زويته إذا جمعته (ثم خرج ولم يصل فيه).
فإن قيل: تقدم في الحديث المتقدم أنه دخل البيت فصلى فيه، وفي هذا الحديث (¬4) أنه خرج ولم يصل؟
فالجواب: أن الحديث المتقدم مثبت، وهو مقدم على النافي كما تقرر في كتب الأصول، ولأن (¬5) بلالًا لما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قريبًا منه فرآه، والمخبر في هذا الحديث (¬6) كان بعيدًا عنه مشتغلًا بالدعاء فلم يره، لا سيما والباب مغلق، وجمع ابن حبان بين الحديثين بأن حديث ابن عمر كان يوم الفتح، وحديث ابن عباس كان في حجة الوداع، وفيه نظر لما روى ابن أبي مليكة عن عائشة في الحديث
¬__________
(¬1) انظر: "عمدة القاري" 9/ 354 - 355.
(¬2) من (م).
(¬3) في (م): جوانبه.
(¬4) من (م).
(¬5) في (م): أن.
(¬6) من (م).

الصفحة 204