كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

وقفوا (الناس كلهم) فيه دليل أن أمير الجيش أو كبير القوم إذا كان سائرًا أو ماشيًا في غير السفر فوقف يقف الناس لوقوفه، لا سيما إذا كانوا في نسك؛ فإنه لم يقف ولا أتبع بصره الشيء إلا لحكمة، ولعله ما وقف وأتبع بصره إلا ليرى صيدًا أو شجرة، فيعلمهم بحكمه (¬1) ليكون أبلغ في التعريف.
(ثم قال: إن صيد وج) بفتح الواو وتشديد الجيم أرض الطائف عند أهل اللغة، وقال أصحابنا: هو وادٍ بالطائف، وقيل: كل الطائف، وسمي وجّا بوج بن عبد الحي من العمالقة، ويقال: وج وأج بالهمزة، وقال الحازمي: في "المؤتلف والمختلف" في الأماكن: وج اسم لحصون الطائف، وقيل: لواحد منها، وربما اشتبه وج بوح بالحاء المهملة وهي ناحية بعمان (¬2). قال الشافعي في "الإملاء": أكره صيد وج، وللأصحاب فيه طريقان، أصحهما وهو الذي أورده الجمهور القطع بتحريمه، قالوا: ومراد الشافعي بالكراهة كراهة التحريم (¬3).
(وعضاهه) بكسر العين، قال الجوهري: العضاه كل شجر يعظم وله شوك (¬4). وهو على ضربين: خالص وغير خالص، فالخالص كالغرف والطلح (¬5) والسلم والشمر والسدر والعوسج، وما ليس بخالص كالشوحط والنبع والسراء، وما صغر من شجر الشوك فهو العض يعني
¬__________
(¬1) في (ر): الحكمة.
(¬2) "الأماكن" للحازمي (باب وج، ووح).
(¬3) "المجموع" 7/ 483.
(¬4) "الصحاح" (عضا).
(¬5) بياض في (ر).

الصفحة 217