كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

وفيه إنكار التابع على المتبوع وإعلامه بما يظن أن الأمر بخلافه؛ ليتذكر أو ليتضح له الصواب.
(قالت: إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) رواية "الموطأ": قالت: كنا نصنع ذلك مع من هو خير منك. وفي الصحيح: أن ابن عمر كان يقدم ضعفة أهله وصبيانه من المزدلفة حتى يصلوا الصبح بمنى ويرموا قبل أن يرمي الناس، وكان ابن عمر يقول: أرخص في أولئك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
[1944] (أخبرنا محمد بن كثير) قال (أخبرنا سفيان) الثوري، قال (أخبرنا أبو الزبير) محمد بن مسلم المكي التابعي (عن جابر - رضي الله عنه - قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)] (¬2) أي: من جمع (وعليه السكينة) يعني: الوقار كما تقدم تفسيره (وأمرهم) يعني: أصحابه (أن يرموا) الجمرات (بمثل حصى الخذف) قال الجوهري: الحصاة واحدة الحصا، وتجمع حصيات مثل بقرة وبقرات (¬3)، وفلان ذو حصاة. أي: ذو عقل ولب، قال كعب [بن سعد] (¬4):
وأعلم علمًا ليس بالظن أنه متى (¬5) ... ذل مولى المرء فهو ذليل
¬__________
(¬1) رواه البخاري (1676)، ومسلم (1295).
(¬2) إلى هنا انتهى السقط في (م).
(¬3) في (ر): بقر. وفي (م): بقرة. والمثبت من "الصحاح".
(¬4) سقط من (م)، وعزاه ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" 1/ 190 لطرفة بن العبد، وهو في "ديوانه" ص 81.
(¬5) في "الصحاح": إذا.

الصفحة 31