كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

وأن لسان المرء ما لم يكن له ... حصاة على عوراته لذليل
وقولهم: نحن أكثر منه حصى. أي: عددًا. قال الأعشى يفضل عامرًا على علقمة:
ولست بالأكثر منهم حصا ... وإنما العزة للكاثر (¬1)
والخذف بخاء معجمة مفتوحة وذال ساكنة معجمة ثم فاء، هو رمي الحصا بطرفي الإبهام والسبابة أو غيرها من الأصابع (¬2). [قال العلماء: حصا الخذف] (¬3) كقدر حبة الباقلاء، قال أصحابنا: ولو رمى بأكبر أو بأصغر جاز مع الكراهة (¬4).
(وأوضع) [نسخة: فأوضع] (¬5). أي: أسرع السير بإبله (¬6)، يقال: وضع البعير وأوضعه راكبه: إذا أسرع به السير (في وادي محسر) بكسر السين المهملة بعد الحاء المهملة؛ لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه. أي: أعيى وكَلَّ عن السير، ومنه قوله تعالى: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (¬7) ووادي محسر ليس من مزدلفة ولا من منى، بل هو مسيل ماء بينهما. قال ابن الصلاح: وقيل إنه من منى، قال الأزرقي:
¬__________
(¬1) "الصحاح" (حصى)، وانظر: "ديوان الأعشى" ص 94.
(¬2) "الصحاح" (خذف).
(¬3) تقدمت هذِه العبارة في (ر).
(¬4) "المجموع" 8/ 139.
(¬5) و (¬6) سقط من (م).
(¬7) الملك: 4.

الصفحة 32