كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

امرأته النوار (¬1) فيحتمل أن يكون هذا لقبها وذاك اسمها.
(وهي حائض) جملة حالية، وليست بحامل.
(على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وهذا معلوم مما بعده، فذكره له على سبيل التأسيس، ومن ورود التأسيس في كتاب الله {قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (¬2) فإنها تأسيس لقوله تعالى بعدها {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (¬3) والتأكيد خلاف التأسيس (فسأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رسول الله عن ذلك) فيه سؤال أهل العلم عند تجدد الحوادث؛ ليعلم حكم الله فيها وليبلغ حكمها من لم يكن حاضرًا (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مره) أصلها: اأمره بهمزتين الأولى للوصل مضمومة تبعًا لثالث الفعل وهو الميم كما في أقبل، والثانية فاء الكلمة ساكنة تبدل تخفيفًا من جنس حركة ما قبلها فيقال: أؤمر، وإذا وصل الفعل بما قبله زالت همزة الوصل وسكنت الهمزة الأصلية كما قال تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} (¬4) لكن هذِه الثلاثة ألفاظ استعملتها العرب من غير همز، فقالوا: خذ ومر وكل؛ لكثرة دورها في الكلام، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مره". على الأمر بعد بالمراجعة على طريق الندب وهو قول الشافعي (¬5) وأحمد (¬6) وأبي حنيفة (¬7)؛ لأن الأمر بالأمر بالشيء لا يكون أمرًا بذلك الشيء على
¬__________
(¬1) "مسند أحمد" 2/ 124. وليس فيه لفظة: النوار. وعزاه الحافظ في "الفتح" 9/ 259 إلى مسند أحمد بهذا اللفظ وقال: هذا إسناد على شرط الشيخين.
(¬2) آل عمران: 49.
(¬3) آل عمران: 50.
(¬4) طه: 132.
(¬5) انظر: "المستصفى" ص 216.
(¬6) انظر: "روضة الناظر" 1/ 582.
(¬7) انظر: "التقرير والتحبير" 2/ 79.

الصفحة 571