كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

قبل إنكارًا لخروجهم عن السنة (¬1).
قال عياض: وهذا بعيد؛ لقوله: وكانت الثلاث تجعل واحدة، ولكن يصح أن يريد كانت الثلاث الموقعة الآن فيما يطلقون به لسانهم تجعل واحدة، يعني: يوقع واحدة (¬2)، انتهى.
فإن (جعل) تأتي بمعنى أوقع وأوجد لقوله: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (¬3) أوجدهما وأوقعهما بعد العدم (فلما رأى الناس) بالنصب مفعول والفاعل عمر، يعني: فلما رأى عمر الناس (قد تتابعوا) قال القرطبي: رويناه بالياء باثنتين من تحت بين الألف والعين وبالباء الواحدة وهما بمعنًى واحد (¬4).
قال النووي: بالمثناة تحت قول الجمهور في الشر واللجاج وبالموحدة تستعمل في الخير والشر فالمثناة هنا أجود (¬5) (فيها) أي في الثلاث (قال: أجيزوهن عليهم) قال ابن الأثير: أي أمضوهن وأنفذوا الثلاث وأوقعوهن عليهم، ومنه حديث الحساب: "لا أجيز اليوم على نفسي شاهدًا إلا مني" (¬6) أي: لا أنفذ وأمضي شاهدًا على نفسي من أجاز أمره يجيزه إذا أمضاه وجعله جائزًا (¬7). ثم قال ابن الأثير في
¬__________
(¬1) "المفهم" 4/ 243.
(¬2) "إكمال المعلم" 5/ 20.
(¬3) الأنعام: 1.
(¬4) "المفهم" 4/ 246.
(¬5) شرح النووي على مسلم" 10/ 72.
(¬6) رواه مسلم (2969) من حديث أنس.
(¬7) "النهاية في غريب الحديث" (جوز).

الصفحة 632