كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

خالد) الحذاء (عن أبي عثمان) عبد الرحمن ملٍّ (¬1) النهدي (عن أبي تميمة، عن النبي) بنحو ما تقدم.
(ورواه شعبة، عن خالد) الحذاء (عن رجل، عن أبي تميمة) أيضًا.
[2212] (ثنا محمد بن المثنى) بن عبيد بن قيس العنزي (ثنا عبد الوهاب، ثنا هشام) بن حسان القُردوسي، والقراديس من الأزد (عن محمد) بن سيرين.
(عن أبي هريرة، عن النبي: أن إبراهيم) الخليل عليه الصلاة والسلام (لم يكذب قط إلا ثلاثًا) أي: ثلاث كذبات، ذكر مسلم في كتاب الإيمان أنها أربعًا (¬2)، وزيد في هذِه الثلاثة قوله للكوكب: هذا ربي. ولم يذكرها في هذا الحديث مع أنه قد جاء بلفظ الحصر، فينبغي أن لا يقال عليها كذبة في حق إبراهيم إذ قد نفاها الرسول - عليه السلام - بهذا الحصر، وإنما لم تعد عليه كذبة وهي أدخل في الكذب من هذِه الثلاث؛ لأنه والله أعلم كان حين قال ذلك في حال الطفولية وليست حال تكليف (¬3) (ثنتان) منهما، هكذا جاءت الرواية بالرفع على تقدير الحذف، أي: منهما ثنتان فيكون مبتدأ وخبر، ورواية الصحيحين: "ثنتين" (¬4) بالنصب بدل
¬__________
(¬1) في النسخة الخطية: مؤمل. وهو خطأ. راجع "التهذيب" 17/ 425.
(¬2) ليس في "صحيح مسلم" ولا غيره لفظ: أربع كذبات، والذي فيه أن الراوي ذكر شيئًا مكان آخر، ورجح الحافظ أنه وهم من بعض الرواة. راجع "الفتح" 6/ 391.
(¬3) الصواب أن قوله: {هَذَا رَبِّي} استفهام إنكار، أو هو من باب المحاجة.
أما قول الشارح إن إبراهيم - عليه السلام - كان صغيرًا حين قال ذلك فذلك مردود، فإن الأنبياء عليهم السلام لم يشكوا قط ولا كفروا قبل البعثة ولا بعدها. والأدلة على ذلك كثيرة.
(¬4) "صحيح البخاري" (3358)، و"صحيح مسلم" (2371).

الصفحة 663