كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

وقال الكسائي: توقف عند قوله: {فَعَلَهُ} أي: فاعله فأضمره ثم يبتدئ فيقول: ({كَبِيرُهُمْ هَذَا}) {فَاسْأَلُوهُمْ} عَن ذلك الفاعل {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} (¬1) قال النووي: وذهب الأكثرون إلى أنها على ظاهرها وجوابها ما سبق (¬2) (وبينما هو) يعني: إبراهيم، ولم يذكر زوجته؛ لأنها تابعة له والحكم للمتبوع لا للتابع (يسير في أرض جبار من الجبابرة) الجبار هو الذي يُجبِرُ الناس على فعلِ ما أراد فعله، يقال: جبره السلطان وأجبره على الشيء، قال بعض المفسرين عند قوله تعالى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (¬3) إنَّ الثلاثي لغة حكاها الفراء وغيره، واستشهد لصحتها بما معناه أنه لا يُبنَى فَعَّال إلا من فعل ثلاثي نحو الفتاح والعلام ولم يجئ من أفعل (¬4) (إذ نزل) بفتح الزاي (فأتي) بضم الهمزة وكسر التاء (الجبار) قيل: اسمه صادوق، وهو ملك الأردن، وقيل: هو سنان بن علوان، وقيل: هو عمرو بن امرئ القيس، وكان على مصر (فقيل له: إنه نزل) بأرضك (ها هنا) قال الكرماني: قيل: كان ملك حَرَّان بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء (¬5). قال البكري: هي كورة من كور ديار مضر، سميت بحران بن آزر أخي إبراهيم - عليه السلام - (¬6) (رجل معه امرأة هي أحسن الناس) وكانت أحسن الموجودين في زمانها
¬__________
(¬1) الأنبياء: 63.
(¬2) انظر: "شرح النووي على مسلم" 15/ 125.
(¬3) ق: 45.
(¬4) "معاني القرآن" 3/ 81.
(¬5) "صحيح البخاري بشرح الكرماني" 14/ 16.
(¬6) "معجم ما استعجم" 2/ 435.

الصفحة 665