كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

نحوه (إلى قومي فأخبرتهم الخبر) ولابن ماجه: غدوت على قومي وأخبرتهم خبري، وقلت لهم: سلوا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
(وقلت: امشوا) بوصل الهمزة (معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فيه استعانة الآدمي بإخوانه في أموره المهمة؛ فإن هذِه الأمة كالبنيان يشد بعضهم بعضًا، وإن هذا من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (¬2)، وفيه أنه إذا أراد إخوانه أن يمشوا معه في حاجته أن يذكر لهم قضيته قبل أن يطلب منهم المشي معه ليعرفوا ما يذهبون إليه ولا يطالبهم أن يمشوا معه ويساعدوه قبل أن يعرفوا قضيته، وفيه جواز ذكر الإنسان ما يكون من إصابته أهله إذا كان لحاجة لا يكون هذا من كشف ستر المرأة، ويكون الحديث المتقدم من حديث الطفاوي عن أبي هريرة في باب: ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابته أهله (¬3). مخصوص كما إذا كان لغير حاجة (قالوا: لا والله) فيه جواز القسم لتأكيد الكلام وإن لم يطلب منه، ولابن ماجه: فقالوا: ما كنا لنفعل إذًا ينزل الله فينا كتابًا، أو يكون فينا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول فيبقى علينا عاره، ولكن سوف نسلمك بخزيتك (¬4) اذهب أنت فاذكر شأنك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬5).
(فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: أنت بذاك يا سلمة) معناه: أنت الملم بذاك الفعل، وأنت المرتكب له (قلت: أنا الملم بذاك) الفعل
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (2062).
(¬2) المائدة: 2.
(¬3) سبق برقم (2174).
(¬4) في "السنن": بجريرتك.
(¬5) ابن ماجه (2062).

الصفحة 677