كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

الأعراب) قال العلماء من أهل اللغة يقال: رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتًا، وأعرابي بالألف إذا كان بدويّا صاحب نجعة ويتبع مساقط الغيث ومراعي الكلأ، سواء كان من العرب أو من مواليهم، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب إنما هم عرب، وتسمى (¬1) العرب عربًا؛ لأن أولاد إسماعيل عليه السلام نشؤوا بعربة (¬2) وهي من تهامة فنسبوا إلى بلدهم. وعلى كل حال فالمراد بالأعراب هنا أهل البوادي الذين قدموا منى، وهم ممن يخفى عليهم الأحكام؛ لعدم من يعلمهم في البوادي، وقد قال الله تعالى في حق الأعراب: {وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (¬3).
قال ابن عباس: يريد فرائض [الله مما] (¬4) أنزل الله عليهم حتى إن كثيرًا منهم لا يعرفون أعداد الصلاة ولا ركعاتها.
وقال يمان: أجدر أن لا يعلموا الحلال والحرام.
وقال ابن كيسان: يعني: حجج (¬5) الله في توحيده ونبوة رسوله؛ لأنهم لا ينظرون فيها.
(لأنهم كثروا) بمنى (عامئذٍ) (¬6) أي: في ذلك العام (فصلى) عثمان
¬__________
(¬1) في (ر): سمي.
(¬2) في (ر): من العربة.
(¬3) التوبة: 97.
(¬4) في (م): ما.
(¬5) في (م): حج.
(¬6) في (ر): عامه.

الصفحة 73