كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

بالمزدلفة) قال الأزهري: سميت بذلك من الازدلاف وهو القرب (¬1) (¬2)؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها. أي: قربوا منها لما مضوا إليه، ومنه قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)} (¬3) أي: جمعناهم هناك، وقيل: لمجيء الناس (¬4) إليها في زلفة من الليل أي: ساعات (جميعًا) بكسر الميم وبعدها ياء، أي: صلاهما جميعًا بالمزدلفة. فيه أن السنة أن تؤخر صلاة المغرب لتصلى مع العشاء بالمزدلفة جمعًا كما فعل - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الجمع للأفاقي، أما غيره ففيه خلاف.
[1927] (حدثنا أحمد بن حنبل) قال (ثنا حماد بن خالد) الخياط البصري (عن) محمد بن عبد الرحمن (ابن أبي ذئب، عن الزهري بإسناد حديث (¬5) مالك، ومعناه: قال) فيه (بإقامة) بالتنوين (إقامة) بالتنوين والجر (¬6) أيضًا، أي: لكل منهما، والتقدير: بإقامة للمغرب وإقامة للعشاء، وهذا مذهب الجمهور، وقال عبد الله بن عمر في رواية صحيحة عنه وسفيان الثوري: يصليهما بإقامة واحدة في الأولى.
(جمع بينهما) اختلفوا في هذا الجمع هل هو للنسك أو للسفر، فعند أبي حنيفة هو من جملة المناسك، فيفعله المكي والأفاقي، وعند
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (زلف).
(¬2) من (م).
(¬3) الشعراء: 64.
(¬4) سقط من (م).
(¬5) من (م).
(¬6) سقط من (م).

الصفحة 8