كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

الحديث، وولدها سليمان بن عمرو بن الأحوص الكلابي الجشمي (¬1)، عن (¬2) أبيه أيضًا، وله صحبة، وروى هذا الحديث البيهقي، وقال الترمذي: سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: اسمها أم جندب، قلت: فحدثت (¬3) الحجاج؟ قال: أرى أن الحجاج أخذه عن يزيد بن أبي زياد (¬4).
(قالت: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند جمرة العقبة راكبًا) فيه سنة الركوب في جمرة العقبة كما تقدم، ومن رجح المشي جعل ركوبه - صلى الله عليه وسلم - ليظهر للناس فعله ويعلم الناس دينهم، وليروا مكانه فيسألونه (ورأيت بين أصابعه حجرًا) يشترط في المرمي به أن يكون حجرًا، أي: من أي أنواع الحجارة كان من كل ما يصدق عليه اسم الحجر كالمرمر والبرام والرخام والكلدان (¬5) والصوان، وحجر النورة قبل أن يطبخ ويصير نورة لصدق اسم الحجر عليه، ولا يجوز بما لا يسمى حجرًا كالرصاص والحديد والفضة والزرنيخ والإثمد، والذر، والخزف واللؤلؤ، خلافًا لأبي حنيفة فإنه أجازه بكل ما كان من جنس الأرض كالكحل والزرنيخ (¬6). والحديث حجة عليه، وأمر - صلى الله عليه وسلم - بالحصا فلا يعدل عنه.
¬__________
(¬1) نسبه هكذا ابن عبد البر، وقال ابن الأثير: قوله: إنه جشمي كلابي، لا أعرفه، فإنه ليس في نسبه إلى كلاب جشم، ولا فيما بعد كلاب أيضًا. انظر: "الاستيعاب" 3/ 247، "أسد الغابة" 4/ 189.
(¬2) في (م): روى له.
(¬3) في (م): فحدث.
(¬4) "السنن الكبرى" للبيهقي 5/ 128.
(¬5) في (م): الكدار.
(¬6) انظر: "المبسوط" 4/ 75، و"تبيين الحقائق" 2/ 31.

الصفحة 85