كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 9)

ومعناه: خذوا مناسككم. قال: وهكذا وقع في رواية غير مسلم، وتقدير هذا الحديث: إن هذِه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته، وهي مناسككم فخذوها (¬1).
(مناسككم عني) واقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها للناس.
قال القرطبي: روايتنا في هذا الحديث لنا هي بلام الجر المفتوحة والنون، أي: التي هي مع الألف ضمير، قال: وهو الأفصح، وقد روي: "لتأخذوا" بكسر اللام للأمر (¬2) وبالتاء باثنتين من فوق، وهي لغة شاذة قرأ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} (¬3) [وهو أمر بالاقتداء به (¬4) انتهى.
ولكن الأولى في هذِه اللغة أن يقال أنها لغة قليلة لا شاذة؛ لورودها] (¬5) في كتاب الله، وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - واثنان من كلام العرب الفصحاء، فلا يقال فيها (¬6) شاذة، وقد (¬7) قرأ بها عثمان بن عفان، و [أبي، وأنس] (¬8) والحسن، وأبو رجاء، وابن هرمز، وابن سيرين،
¬__________
(¬1) "شرح النووي" 9/ 45.
(¬2) سقط من (م).
(¬3) يونس: 58، واتفق السبعة على قراءتها بالياء، وقرأها بالتاء: رويس والحسن والمطوعي.
انظر: "النشر" لابن الجزري 2/ 285، و"الإتحاف" للدمياطي ص 315.
(¬4) "المفهم" 3/ 399.
(¬5) من (م).
(¬6) في (م): في هذِه.
(¬7) من (م).
(¬8) في (م): أبي أوس.

الصفحة 88