كتاب الأنساب للسمعاني (اسم الجزء: 9)
ابن كثير بن غالب الطبري، من ساكني بغداد، استوطنها إلى حين وفاته [1] ، وكان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه «تهذيب الآثار» لم أر [2] سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه، وله رحلة إلى الحجاز والشام ومصر، سمع محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب وإسحاق بن أبى إسرائيل وأحمد بن منيع البغوي ومحمد بن حميد الرازيّ وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا كريب محمد ابن العلاء ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبا سعيد الأشج وعمرو بن على ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى البصريين وخلقا كثيرا نحوهم، روى عنه
__________
[1] فأورد أبو سعد ترجمته هنا من تاريخ بغداد 2/ 162- 168، وانظر لترجمته لسان الميزان 5/ 100 وتذكرة الحفاظ والمنتظم 6/ 170 ووفيات الأعيان والنجوم الزاهرة 3/ 205 والبداية والنهاية 11/ 145 والكامل لابن الأثير وغيرها من كتب القوم.
[2] من قول الخطيب في تاريخ بغداد، وفي الأصول «لم ير» ، وسيأتي صيغة التكلم فيما يلي.
الصفحة 41
444