كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 9)

صحبته بطريق الحجاز احتاط على موجوده، فكان من جملة الموجود جمدان «1» ففتحه السلطان فوجد فيه جوابا من الأمير ألماس إلى بكتمر الساقى يقول فيه: إنّنى حافظ القاهرة والقلعة إلى أن يرد علىّ منك ما أعتمده، فتحقّق السلطان أمره وقبض عليه، ولمّا قبض السلطان على ألماس أخذ جميع أمواله وكان مالا جزيلا إلى الغاية، فإنّه كان ولى الحجوبيّة وباشرها وليس بالديار المصرية نائب سلطنة، فإن الملك الناصر لم يولّ أحدا معه بعد الأمير أرغون، فعظم أمر ألماس فى الحجوبيّة لذلك فصار هو فى محلّ النيابة، ويركبون الأمراء وينزلون فى خدمته ويجلس فى باب القلعة فى منزلة النائب، والحجّاب والأمراء وقوف بين يديه. وكان ألماس رجلا طوالا غتميّا لا يفهم بالعربية، يفعل ذلك عامدا لإقامة الحرمة ويظهر البخل ولم يكن كذلك، بل كان يفعل ذلك خوفا من الملك الناصر، فإنّه كان يطلق لمماليكه الأرباع والأملاك المثمّنة وليس البخيل كذلك. ويأتى أيضا من ذكره شىء فى الوفيات.
ثم فى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة قدم تنكز إلى القاهرة وأقام بها أيّاما ثم عاد إلى محلّ ولايته فى يوم الخميس ثالث شهر رجب من سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
وفى هذه السنة أفرج السلطان عن الأمير بهاء الدين أصلم وعن أخيه قرمچى وعن بكتوت القرمانى، فكانت مدّة اعتقال أصلم وقرمچى ست سنين وثمانية أشهر.
ثم خلع السلطان على الأمير آقوش الأشرفى المعروف بنائب الكرك بنيابة طرابلس بعد موت قرطاى.
قلت: وإخراج آقوش نائب الكرك المذكور من مصر لأمور، منها: صحبته مع ألماس، ومنها ثقله على السلطان، فإنّ السلطان كان يجلّه ويحترمه ويقوم له

الصفحة 108