كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 9)
الحسامى الحاجب عن نيابة غزّة وأحضره إلى القاهرة، وولّى عوضه على نيابة غزّة الأمير قطلقتمر «1» ، وخلع على بكتمر الحاجب بالوزارة بالديار المصرية عوضا عن فخر الدين [عمر «2» ] بن الخليلىّ. ثم قدم البريد بعد مدة- لكن فى السنة- بموت الأمير الحاج بهادر الحلبىّ نائب طرابلس، فكتب السلطان بنقل الأمير جمال الدين آقوش الأفرم من نيابة صرخد إلى نيابة طرابلس عوضا عن الحاج بهادر المذكور فسار إليها، وفرح السلطان بموت الحاج بهادر فرحا عظيما، فإنّه كان يخافه ويخشى شرّه.
ثم التفت السلطان بعد موت قبجق والحاج بهادر المذكور إلى أسندمر كرجى، وأخرج تجريدة من الديار المصرية، وفيها من الأمراء كراى المنصورىّ وهو مقدّم العسكر، وسنقر الكمالىّ حاجب الحجّاب، وأيبك الرّومىّ وبينجار وكجكن وبهادر آص فى عدّة من مضافيهم من أمراء الطبلخاناه والعشرات ومقدّمى الحلقة «3» ، وأظهر أنّهم توجهوا لغزو سيس، وكتب لأسندمر كرجى بتجهيز آلات الحصار على العادة، والاهتمام فى هذا الأمر حتى يصل إليه العسكر من مصر. وكتب الملك الناصر إلى المؤيّد عماد الدين إسماعيل صاحب حماة بالمسير مع العسكر المصرىّ. ثم خرج الأمير كراى من القاهرة بالعساكر فى مستهلّ ذى القعدة سنة عشر وسبعمائة.
وبعد خروج هذا العسكر من مصر توحّش خاطر الأمير بكتمر الجو كندار نائب السلطنة من الملك الناصر وخاف على نفسه، واتّفق مع الأمير بتخاص المنصورىّ على إقامة الأمير مظفّر الدين موسى ابن الملك الصالح علىّ بن قلاوون فى السلطنة، والاستعانة بالمماليك المظفّريّة، وبعث إليهم فى ذلك فوافقوه. ثم شرع النائب
الصفحة 24
334