كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 9)
الأمير فخر الدين إياز «1» شادّ الدواوين وأيدغدى شقير، وألزم السلطان سائر الأمراء بالإقامة بالقاعة «2» الأشرفيّة من القلعة حتى يظهر خبر الأمير موسى. ثم قبض السلطان على حواشى الأمير موسى وجماعته وعاقب كثيرا منهم، فلم يزل الأمر على ذلك من ليلة الأربعاء إلى يوم الجمعة. قبض على الأمير موسى المذكور من بيت «3» أسنادار الفارقانىّ من حارة «4» الوزيريّة بالقاهرة، وحمل إلى القلعة فسجن بها، ونزل الأمراء إلى دورهم، وخلّى عن الأمير بكتمر النائب أيضا ونزل إلى داره، ورسم السلطان بتسمير أستادار الفارقانىّ، ثم عفا عنه وسار إلى داره، وتتبّع السلطان المماليك المظفّريّة، وفيهم: بيبرس [الجمدار] الذي نمّ عليهم وعملوا فى الحديد، وأنزلوا ليسمّروا تحت القلعة، وقد حضر نساؤهم وأولادهم، وجاء الناس من كلّ موضع وكثر البكاء والصّراخ عليهم- رحمة لهم- والسلطان ينظر فأخذته الرحمة عليهم فعفا عنهم، فتركوا ولم يقتل أحد منهم، فكثر الدعاء للسلطان والثناء عليه.
وأمّا أمر أسندمر كرجى فإنّ الأمير كراى لما وصل بالعساكر المصرية إلى حمص وأقام بها على ما قرّره السلطان معه حتى وصل إليه الأمير منكوتمر الطبّاخى، وكان السلطان كتب معه ملطّفات إلى أمراء حلب بقبض نائبها أسندمر كرجى
الصفحة 26
334