كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 9)
أحدا ممن جاء معه أن ينفرد مخافة أن يكون معه ملطّفات إلى أمراء «1» دمشق.
ثم ركب قراسنقر إليه ولقيه بميدان الحصى خارج دمشق، وأنزله عنده بدار السعادة «2» وكلّ بخدمته من ثقاته جماعة. فلما كان من الغد أخرج له أرغون تقليده فقبّله وقبّل الأرض على العادة، وأخذ فى التجهيز ولم يدع قراسنقر أرغون أن ينفرد عنه، بحيث إنه أراد زيارة أماكن «3» بدمشق فركب معه قراسنقر بنفسه، حتى قضى أرغون أربه وعاد، وتمّ كذلك إلى أن سافر. فلما أراد قراسنقر السفر بعث إلى الأمراء ألا يركب أحد منهم لوداعه، وألا يخرج من بيته، واستعدّ وقدّم أثقاله أوّلا فى الليل، فلما أصبح ركب يوم الرابع من المحرّم بمماليكه، وعدّتهم ستمائة فارس، وركب أرغون الدوادار بجانبه وبهادر آص فى جماعة قليلة، وسار معه أرغون حتى أوصله إلى حلب ثم عاد. وقلّد الأمير كراى المنصورىّ نيابة الشام عوضا عن قراسنقر، وأنعم كراى على أرغون الدّوادار بألف دينار سوى الخيل والخلع وغير ذلك.
ثم إنّ الملك الناصر عزل الأمير بكتمر الحسامى عن الوزارة وولاه حجوبيّة الحجّاب بالديار المصرية عوضا عن سنقر الكمالىّ. ولا زال السلطان يتربّص فى أمر بكتمر الجوكندار النائب حتى قبض عليه بحيلة دبّرها عليه فى يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى من سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وقبض معه على عدّة من الأمراء، منهم:
الصفحة 28
334