كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 9)

هَوَاكَ بَيْنَ العُيُوْنِ النُّجْلِ مُقْتَسِمٌ ... دَاء لَعْمرُكَ مَا أَعْيَاه مِنْ دَاءِ
لَا تَستَقِرُّ بِأَرْضٍ أَو تَسِيْرُ إِلَى ... أُخْرَى بِشَخْصٍ قَرِيْبٍ غرْمُهُ نَائِي
يَوْمًا بِحَزْوى ويوما بالعَذِيْبِ ... ويومًا بِالعَقيْقِ ويومًا بِالخُلَيْصَاءِ
كَمَا تَهِيْمُ بِسُعْدَى بُرْهَةً فَإِذَا ... هَوَتَ لُبْنَى تَنَاغَى وَصْلَ عَفْرَاءِ
صَبيَّةُ الحَيِّ لَمْ تَقْنَعْ بِهَا سكَنًا ... حَتَّى عَلِقْتَ صبَايَا كُلِّ أَحْيَاءِ
قَالُوا بِغَانِيَةٍ وَاصَلْتَ غَانِيَةً ... فَقُلْتُ حَزْم وُرُوْدُ المَاءِ بِالمَاءِ
مَا مِثْلُ رَامَةَ دَارٌ فِي الدِّيَارِ وَلَا ... مِثْلُ الرّبَابِ حَبِيْبٌ فِي الأَحِبَّاءِ
وَمَا يَطِيْبُ الهَوَى إِلَّا لِمُنْفَرِدٍ ... بِالحُبِّ نَابٍ عَنِ العَذْلِ أَبَّاءِ
أَمَّا رَأَتْ عَيْنُهُ أَسْمَاءَ وَاحَدَتِي ... وقَد ثَوَتْ مِنْ فُؤَادِي فِي السُّوَيْدَاءِ
أُدْعَا بِأَسمَاءَ نَبْزَأً فِي قَبَائِلهَا ... كَأَنَّ أَسْمَاءَ أَضْحَتْ بَعْضُ أَسْمَائِي
وَالغَوْرُ أَرْضُ أَوْدَائِي وَأَجْرَعُهُ ... مَلَاعِبِي حَبَّذَا أَرْضُ الأوداءِ
وَلَيْسَ يُعْجَبُ قَوْمًا إِنَّنِي رَجُلٌ أَرَى ... الأَذِلَّاءَ مَوْتِي غَيْرَ أَحْيَاءِ
يقول في مدحه:
إن الذين تعاطوا شأوهُ قصروا ... عن شأوهِ بين أكداءٍ وإعياء
ما كلّ مرعًى كالسعدانِ. . . البيت
ولاؤه حلّ في قلبي على صغري ... ودبّ كالروح في كُلّي وأجزائي
ياليت أعضاء جسمي صِرْنَ ألسنةً ... فكان يُثني عليه كلُّ أعضائي
يقول في آخرها:
خذها إليكَ ابنَ عبّاد محبّرةً ... لا البحتري يدانيها ولا الطائي

البُصْرَويُّ:
13356 - ما كُلُّ مكتوم يُبَاحُ بِهِ ... فَاحفَظْ لِسَانَكَ مِنْ جَوَالِبِهِ
بَعْدَهُ:
لَيْسَ الهَوَى مَا كُنْتَ تَعْهَدُهُ ... أَيَّامَ تَرْتَعُ فِي مَلَاعِبِهِ

الصفحة 184