كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 9)

أَبْيَاتُ البَصْرَوِيِّ وَقَدْ رَوَاهَا الفَارِقِيُّ للإِمَامِ الشَّافِعِيّ رَحِمَهَ اللَّهُ:
نرَى الدُّنْيَا وَزَخْرِفُهَا فَنَصْبُو. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
وَلَكِنْ فِي خَلَائِقِهَا نِفَارٌ ... وَمَطْلَبُهَا بِغَيْرِ الحَظِّ صَعْبُ
كَثيْرًا مَا نَلُوْمُ الدَّهْرَ فِيْمَا ... يَمرُّ بِنَا وَمَا لِلدَّهْرِ ذَنْبُ
وَيَعْتَبُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَلَوْلَا ... تَعْذّرُ حَاجَةٍ مَا كَانَ عَتْبُ
فَلَا يَغْررْكَ زُخْرُفُ مَا تَرَاهُ ... وَعَيْشٌ لَيِّنُ الأَكْنَافِ رَطْبُ
فُضُوْلُ العَيْشِ أَكْثرُهَا هُمُوْمٌ ... وَأَكْثَرُ مَا يضّرّكَ مَا تُحِبُ
إِذَا مَا بَلْغةٌ جَاءتْكَ عَفْوًا ... فَخُذْهَا فَالغِنَى مَرْعًى وَشُرْبُ
إِذَا جَاءَ القَلِيْلُ وَفِيْهِ سِلْمٌ ... فَلَا تُرِدِ الكَثيْرَ وَفِيْهِ حَرْبُ
وَكَمْ مِنْ قَاعِدٍ وَالجّدُّ يَسْعَى ... لَهُ وَمَشَمِّرٍ يَعْدُو فَيَكْبُو
وَتَحْتَ ثِيابِ قَوْمٍ أَنْتَ فِيْهِمْ ... صَحِيْحُ الرَّأْي دَاءٌ لَا يُطَبُّ

حُصينُ بنُ الحُمَامِ:
14311 - نَرَى المَوتَ لَا ننحاشُ عَنهُ تكرُّمًا ... وصَبرًا وَإِن كَانَ المقَامُ عَلَى الجَمْرِ
بَعْدَهُ:
حِفَاظًا لِمَا قَد وَرَّثَتْنَا جُدُوْدُنَا ... وَصبْرًا وَمَا فِي النَّفْسِ خَيْرٌ مِنَ الصبرِ
بِذَلِكَ أَوْصَانَا ابْنُ عَوْفٍ فَلَمْ نَزَلْ ... عَلَى تِلْكَ نَمْضِي لَا نَضِجُّ مِنَ الدَّهْرِ
ومن باب (نَزَعْنَا) قَوْلُ آخَرِ وَهُوَ مَثَلٌ سَائِرٌ (¬1):
نَزَعْنَا وَأَمرنَا بَكْرُ بنُ وَائِلٍ ... تَجُرُّ خُصاهَا تَبْتَغِي مَن تُخَالِفُ

ابْنُ دُوست:
14312 - نزَّهتُ نَفسي عَن الدُّنيَا وَزُخرفَها ... لَا فضةً أَبتَغي فيَها وَلَا ذهَبَا
¬__________
14311 - الأبيات في أشعار أولاد الخلفاء: 302.
(¬1) البيت في تاريخ دمشق لابن عساكر: 9/ 166 منسوبا إلى حارث بن بدر.

الصفحة 440