كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 9)

وقَدْ فُصِمَتْ عُرَاهَا وَاعْتَرَاهَا ... لِسُخْطِكَ بَعْدَ نَضْرَتُهَا شُحُوْبُ
وَقَالَتْ مَا لِعَفْوِكَ لَيْس يَنْدَى ... لنَا وَسَمَاءِ مَجْدِكَ لَا تَصُوْبُ
وَمَا لِرِضاكَ أَكْدَى وَهْوَ وَارٍ ... وَمَا لَكَ تُسْتَغَاثُ وَلَا تُجِيْبُ
وَمَنْ يَكُ شَوْطُ همَّتِهِ بَعِيْدًا ... فَمَثْنَى عَطْفِهِ سَهْلٌ قَرِيْبُ
تَجَاوَزَت العُقُوْبَةُ مُنْتَهَاهَا ... فَهَبْ ذَنْبي لِعَفْوِكَ يَا وَهُوْبُ
وَلَا تُسْرِفْ فقد عَاقَبْتَ وَاقْصِدْ ... فَتَرْكُ القَصْدِ فِي الأَشْيَاءِ حَوْبُ
وَأَحْسِنْ إِنَّنِي أَحْسَنْتُ ظَنِّي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
فأيَّة طَرْبَةً لِلْعَفْوِ إِنَّ الـ ... ــكريمَ وَأَنْتَ مَعْنَاهُ طَرُوْبُ
فَجُدْ لِي بالرِّضا وَاقْبَلْ مَتَابِي ... وَعُدْ لِي إِنَّنِي صَبٌّ كَئِيْبُ
بَلَوْتُ النَّاسَ مِنْ دَانٍ وَنَاءٍ ... وَخَالَطَنِي القَبَائِلُ وَالشُّعُوْبُ
فَكُلّ عِنْدَ مَغْمَزِهِ رَكِيْكٌ ... وَكُلٌّ عِنْدَ مَشْرَبِهِ مَشُوْبُ

زِيَادٌ الأعَجمُ:
14572 - وَأَحسَنَ ثُمَّ أَحسَنَ ثُمَّ عُدنَا ... فأَحسَنَ ثُمَّ عُدتُ لَهُ فعَادَا
قَدِمَ عَلَى مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّب رَجُلٌ فَأَجَازَهُ وَأعْطَاهُ وَقَضى حَوَائِجَهُ فَعَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ فَقَالَ لَهُ مخلَدًا: ألَمْ تَكُنْ أتيْتَنَا فَأَجَزْنَاكَ؟ قَال: بَلَى. قَالَ: فَمَا رَدَّكَ؟ قَالَ: قَوْل الكُمِيْتِ فِيْكَ:
مِرَارًا مَا دَنَوْتُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الوِسَادَا
وَأَعْطَى ثُمَّ أَعْطَى ثُمَّ عُدْنَا ... ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَادَا
قَال: فَأَضعَفَ لَهُ مَا كَانَ أَعْطَاهُ. وَيُرْوَى لِزِيَادٍ الأَعْجَمِ.

14573 - وَأَحسَنُ ثَوَبَيكَ الَّذي أَنْتَ مُلبِسٌ ... صَديقًا وَمُهرَيكَ الَّذي أَنْتَ مُركبه
14574 - وَأَحسَنُ سِيرَةٍ تَبقَى لِوالٍ ... عَلى الأَيام إِنصَافٌ وَعدلُ
¬__________
14572 - الأبيات في شعر زياد الأعجم: 66.
14574 - البيت في غرر الخصائص: 49.

الصفحة 510