كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 9)

بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مه، إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلّ للناس". قالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا.
متفق عليه: رواه مالك في كتاب قصر الصلاة في السفر (٨٩) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. ومن طريقه رواه البخاري في الأذان (٦٧٩).
ورواه مسلم في كتاب الصلاة (٤١٨: ٧٩) من طريق آخر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به نحوه.

• عن أبي موسى قال: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتد مرضه فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، قالت عائشة: إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" فعادت فقال: "مُرِيْ أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف". فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٧٨)، ومسلم في كتاب الصلاة (١٠١: ٤٢٠) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.

• عن عبد الله بن عمر قال: لما اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه قيل له في الصلاة فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". قالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: "مروه فيصلي" فعاودتْه، قال: "مروه فيصلي، إنكن صواحب يوسف".
صحيح: رواه البخاري في الأذان (٦٨٢) عن يحيى بن سليمان، حدثنا ابن وهب، حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله أنه أخبره، عن أبيه قال: فذكره.

• عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال: لما اسْتُعِزَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده في نفر من المسلمين، قال: دعا بلال للصلاة، فقال: "مروا من يصلي بالناس" قال: فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقال: قم يا عمر، فصل بالناس. قال: فقام، فلما كَبَّر عمر سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته، وكان عمر رجلا مِجْهرا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون" قال: فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس.
قال: وقال عبد الله بن زمعة: قال لي عمر: ويحك، ماذا صنعت بي يا ابن زمعة، والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك بذلك، ولولا ذلك ما

الصفحة 25