كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 9)

حسن: رواه البزار (٢٢١٣)، والطبراني في الكبير (١/ ٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٧، ٨)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٦٤) كلهم من طريق حامد بن يحيى البلخي، عن سفيان ابن عيينة، عن زياد بن سعد (هو الخراساني)، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه فذكره.
وذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٤٠) فقال: "رواه البزار والطبراني بنحوه ورجاله ثقات".
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه بهذا الإسناد إلا حامد عن ابن عيينة".
قلت: إسناده حسن من أجل حامد بن يحيى البلخي، فإنه صدوق، كما قال ابن أبي حاتم.
وأما أبو حاتم فقال: "هذا حديث باطل" العلل (٢٦٦٨). لعله لتفرد حامد بن البلخي عن ابن عيينة.
وفي معناه ما روي عن عائشة أم المؤمنين قالت: إني لفي بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالفناء، وبيني وبينهم الستر، إذ أقبل أبو بكر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا".
رواه سعيد بن منصور -كما في الاستيعاب- حدثنا صالح بن موسى، حدثنا موسى بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين فذكرته.
وصالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة التيمي الكوفي، ضَعَّفَه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم.
ورواه أبو يعلى (٤٨٩٩) عن سويد بن سعيد، عن صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة بإسناده فذكرته، وجاء فيه: "وإن اسمه الذي سماه أهله لعبد الله بن عثمان، فغلب عليه اسم عتيق".
وكذلك لا يصح ما روي عنها قالت: إن أبا بكر دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أنت عتيق الله من النار" فيومئذ سمي عتيقا.
رواه الترمذي (٣٦٧٩)، والطبراني في الكبير (١/ ٦) كلاهما من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحه، عن عائشة فذكرته.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب" أي: ضعيف.
وهو كذلك، فإن إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف باتفاق أهل العلم. وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث.
فمرة قال: عن عمه إسحاق بن طلحة كما هنا.
ومرة قال: عن عمه موسى بن طلحة كما عند الحاكم (٢/ ٤١٥).
ومرة قال: عن عمه عيسى بن طلحة كما عند الحاكم أيضا (٣/ ٢٧٦).
ومرة قال: عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه، عن عائشة كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (٦٠).
ورواه الطبراني في الكبير (١/ ٥) وابن منده -كما في الإصابة- بإسناده عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: سألنا عائشة رضي الله عنها عن اسم أبي بكر، فقالت: عبد الله. فقلت:

الصفحة 29