كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 9)

أنكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء محمد! فلما أصح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبره فقال: "هل أخبرت بها أحدا؟ " قال: نعم، فلما صلوا خطبهم، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: "إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لا تقولوا ما شاء اللَّه وما شاء محمد".
صحيح: رواه أحمد (٢٠٦٤٩) واللفظ له - وابن ماجه (٢١١٨ - المكرر) كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة فذكره. ولفظ ابن ماجه مختصر. وإسناده صحيح، واختلف فيه على عبد الملك بن عمير، وهذا الوجه هو المحفوظ، والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

• عن أم الفضل قالت: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: إني رأيت في منامي في بيتي -أو حجرتي- عضوا من أعضائك، قال: "تلد فاطمة إن شاء اللَّه غلامًا، فتكفلينه" فولدت فاطمة حسنا، فدفعته إليها، فأرضعته بلبن قثم.
وأتيت به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا أزوره، فأخذه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فوضعه على صدره، فبال على صدره، فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه، فقال: "أوجعت ابني أصلحك اللَّه" أو قال: "رحمك اللَّه" فقلت: أعطني إزارك أغسله، فقال: "إنما يغسل بول الجارية، ويصب على بول الغلام"
صحيح: رواه أحمد (٢٦٨٧٨) عن عفان، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن صالح أبي الخليل (وهو ابن أبي مريم البصري)، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أم الفضل فذكرته. وإسناده صحيح.
وروى أبو داود (٣٧٥) وابن ماجه (٥٢٢) قصة بول الصبي بإسناد حسن كما سبق في الطهارة.

• عن سمرة بن جندب أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إني رأيت كأن دلوًا من السماء فجاء أبو بكر، فأخذ بعراقيها فشرب شربًا ضعيفًا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء.
صحيح: رواه أبو داود (٤٦٣٧) وأحمد (٢٠٢٤٢) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن سمرة بن جندب فذكره. واللفظ لأبي داود. وإسناده حسن من أجل أشعث بن عبد الرحمن الجرمي فإنه حسن الحديث، وأما أبوه عبد الرحمن الجرمي الأزدي فقد وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات.

• عن أبي بكرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذات يوم: "من رأى منكم رؤيا؟ " فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع

الصفحة 855