كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 9)

عليه من باب التعاون على البر والتقوى، ولا ينبغي له أن يكره ذلك، بل ينبغي له أن يشكره.
س: يسأل السائل ويقول: البكاء من خشية الله أمر طيب، ولكن في صلاة التراويح نسمع بكاء مرتفعا يشوش على المصلين، فما حكم هذا البكاء المرتفع؟ جزاكم الله خيرا (¬1)
ج: المشروع للمؤمن أن يجاهد نفسه حتى لا يشغل المصلين ببكائه، ويكون بكاؤه بصوت منخفض، هذا هو المشروع له، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يسمع «لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء (¬2)» ولكن لا يكون رفيعا يؤذي الناس، وربما دمعت عيناه من دون صوت، فالحاصل أن المؤمن يجاهد نفسه، حتى لا يتأذى أحد ببكائه، وأما إذا غلبه ولم يستطع فهذا لا يضره ذلك.
¬__________
(¬1) السؤال التاسع والعشرون من الشريط رقم (409).
(¬2) أخرجه أحمد في مسند المدنيين رضي الله عنهم من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه برقم (15877)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة برقم (904)، والنسائي في المجتبى في كتاب السهو، باب البكاء في الصلاة برقم (1214).

الصفحة 472