كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

٢٧٦٥٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {لا تفتَّح لهم أبواب السمآء}، قال: إنّ الكافر إذا أُخذ رُوحُه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء، فإذا بلغ السماءَ الدنيا ضربته ملائكةُ السماء، فهبط، فضربته ملائكة الأرض، فارتفع، فضربته ملائكة السماء الدنيا، فهبط إلى أسفل الأرضينَ. وإذا كان مؤمنًا رُفع رُوحه، وفتحت له أبواب السماء، فلا يمرُّ بملَك إلا حيّاه، وسلَّم عليه، حتى ينتهي إلى الله، فيُعطيه حاجته، ثم يقول الله: رُدُّوا روح عبدي فيه إلى الأرض؛ فإنِّي قضيت من التراب خلقه، وإلى التراب يعودُ، ومنه يخرج (¬١). (٦/ ٣٨٩)

٢٧٦٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: {إن الذين كذبوا بآياتنا} يعني: القرآن، {واستكبروا عنها} يعني: وتكبَّروا عن الإيمان بآيات القرآن؛ {لا تفتح لهم} يعني: لأرواحهم، ولا لأعمالهم {أبواب السماء} كما تفتح أبواب السماء لأرواح المؤمنين ولأعمالهم إذا ماتوا (¬٢). (ز)

٢٧٦٥٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- {لا تُفتَّح لهُم أبواب السمآء}، قال: لأرواحهم، ولا لأعمالهم (¬٣) [٢٥١٣]. (٦/ ٣٨٩)
---------------
[٢٥١٣] اختلف المفسرون في تفسير قوله: {لا تفتح لهم أبواب السماء} على أقوال: الأول: لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء. والثاني: لا تفتح لأعمالهم ودعائهم أبواب السماء فلا يصعد منها إلى الله شيء. والثالث: لا تفتح لأرواحهم وأعمالهم ودعائهم أبواب السماء. كما قال ابن جريج وما في معناه.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٠/ ١٨٤) القول الثالث -قول ابن جريج- مستندًا إلى دلالة العموم، والسُّنَّة، حيث قال: «وإنما اخترنا في تأويل ذلك ما اخترنا من القول لعموم خبر الله -جل ثناؤه- أنّ أبواب السماء لا تفتح لهم، ولم يخصص الخبر بأنّه يفتح لهم في شيء، فذلك على ما عمه خبر الله تعالى بأنها لا تفتح لهم في شيء، مع تأييد الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قلنا في ذلك». وذكر حديثي رسول الله عن أبي هريرة وعن البراء المثبتان أعلاه.
وعلّق ابنُ كثير (٣/ ٤١٤) على قول عبد الملك ابن جُرَيْج، فقال: «وهذا فيه جَمْعٌ بين القولين».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١٨٢ - ١٨٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٧٧ (٨٤٦٣).
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٧.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١٨٤.

الصفحة 113