كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

٢٧٧٠٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ونودوا أن تلكمُ الجنةُ أورثتمُوها بما كنتُم تعملونَ}، قال: ليس من مؤمنٍ ولا كافرٍ إلا وله في الجنة والنّار منزلٌ مُبِينٌ، فإذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ودخلوا منازلهم؛ رُفِعَتِ الجنةُ لأهل النار، فنظروا إلى منازلهم فيها، فقيل: هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله. ثم يقال: يا أهل الجنة، رِثُوهم بما كنتم تعملون. فيقتسم أهلُ الجنةِ منازلَهم (¬١). (٦/ ٣٩٥)

٢٧٧٠٩ - قال سفيان الثوري: معناه: الحمد لله الذي هدانا لعمَلٍ هذا ثوابُه (¬٢) [٢٥١٧]. (ز)

٢٧٧١٠ - عن الأغر -من طريق أبي إسحاق- {ونودوا أن تلكم الجنة}، قال: نُودُوا: أن صِحُّوا فلا تسقموا، واخلدوا فلا تموتوا، وانعموا فلا تبأسوا (¬٣) [٢٥١٨]. (ز)


{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤)}
٢٧٧١١ - عن ابن عمر: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وقف على قَلِيب بدرٍ من المشركين، فقال: {قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا}؟ فقال له الناسُ: أليسوا أمواتًا؟! فقال: «إنّهم يسمعون كما تسمعون» (¬٤). (٦/ ٣٩٧)
---------------
[٢٥١٧] أفاد قولُ سفيان أنّهم حمدوا الله على هداية الله لهم في الدنيا وتوفيقه لهم فيها إلى الأعمال الصالحة. وقد أشار ابنُ القيم (١/ ٣٩٢) إلى هذا المعنى، وذكر قولًا آخر: أنّهم إنّما حمدوا الله على الهداية إلى طريق الجنة. ثم جمع بينهما بقوله: «ولو قيل: إنّ كِلا الأمرين مرادٌ لهم، وأنهم حمدوا الله على هدايته لهم في الدنيا، وهدايتهم إلى طريق الجنة؛ كان أحسن وأبلغ».
وذكر ابنُ عطية (٣/ ٥٦٦) الاحتمالين، وعلَّق عليهما قائلًا: «ولكل واحد من الوجهين أمثلة في القرآن».
[٢٥١٨] لم يذكر ابنُ جرير (١٠/ ٢٠٢ - ٢٠٣) غير قول الأغر، وقول السدي، وأبي سعيد.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٢٠٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٢) تفسير الثعلبي ٤/ ٢٣٤، وتفسير البغوي ٣/ ٢٣٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٢٠٣.
(¬٤) أخرجه أحمد ٩/ ٢٠ - ٢١ (٤٩٥٨)، والنسائي ٤/ ١١٠ (٢٠٧٦) كلاهما بنحوه، وأصله في البخاري (٣٩٨٠)، ومسلم (٩٣٢).

الصفحة 124