كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

تُعطه، واشفع تُشفَّع. فأرفعُ رأسي، ثم أُثنِي على ربِّي، ثم أخِرُّ ساجدًا، فيُقال لي: ارفع رأسك، سَلْ تُعْطَهْ، واشفع تُشَفَّع. فأرفع رأسي، فأقول: ربِّ، أُمَّتي. فيقولُ: هم لك. فلا يبقى نبيٌّ مُرْسَلٌ ولا مَلَكٌ مقربٌ إلا غبطني يومئذٍ بذلك المقام، وهو المقام المحمود، فآتي بهم بابَ الجنة، فأستفتحُ، فيُفْتَح لي ولهم، فيُذهب بهم إلى نهرٍ يقالُ له: نهرُ الحيوانِ، حافتاه قصبٌ من ذهبٍ، مُكلَّلٌ باللؤلؤ، ترابه المسكُ، وحصباؤُه الياقوتُ، فيغتسلون منه، فتعود إليهم ألوانُ أهل الجنة، وريحُ أهل الجنةِ، ويصيرون كأنّهم الكواكب الدُرِّيَّة، ويَبقى في صدورهم شاماتٌ بيض يُعرفون بها، يقال لهم: مساكينُ أهلِ الجنة» (¬١). (٦/ ٤٠٠)

٢٧٧٥١ - عن حذيفة بن اليمان -من طريق الشعبي- قال: أصحابُ الأعراف قومٌ استوت حسناتُهم وسيئاتهم، تجاوزت بهم حسناتُهم عن النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، جُعِلوا على سورٍ بين الجنة والنار حتى يُقضى بين الناس، فبينما هم كذلك إذ اَّطلع عليهم ربُّهم، فقال لهم: قوموا، فادخُلوا الجنَّة؛ فإنِّي غفرتُ لكم (¬٢). (٦/ ٤٠٢)

٢٧٧٥٢ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق سعيد بن جبير- قال: مَنِ استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف (¬٣). (٦/ ٤٠٩)

٢٧٧٥٣ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق سعيد بن جبير- قال: يُحاسَبُ الناسُ يوم القيامة، فمَن كانت حسناتُه أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومَن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار. ثم قرأ: {فمن ثقلت موازينُهُ فأولئكَ همُ المفلحونَ * ومن خفتْ موازينُهُ فأولئك الذين خسروا أنفسهُم} [المؤمنون: ١٠٢ - ١٠٣]. ثم قال: إنّ الميزانَ يَخِفُّ بمثقال حبة، ويرجح. قال: ومَن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوَقَفُوا على الصراط، ثم عُرِض أهلُ الجنة وأهلُ النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: {سلامٌ عليكمْ}. وإذا صرَفوا أبصارَهم إلى يسارهم أصحاب النار قالوا: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}. فتعوَّذوا بالله من منازلهم، فأمّا أصحابُ الحسنات فإنهم يُعْطَون نورًا، فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويُعطى كلُّ
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٢٣٢ - ٢٣٣، من طريق أسباط، عن السدي، عن حذيفة به.
إسناده ضعيف؛ ففي أسباط بن نصر والسدي مقال، تنظر ترجمتهما في: تهذيب الكمال ٢/ ٣٥٧، ٣/ ١٣٢.
(¬٢) أخرجه سعيد بن منصور (٩٥٥، ٩٥٦ - تفسير)، وهناد بنُ السريِّ (٢٠١)، وابن جرير ١٠/ ٢١٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٨٥ (٨٤٩٩)، والبيهقيُّ في البعث (١١٠). وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعَبد بن حُمَيد، وأبي الشيخ، وابن المنذر.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٢١٣ - ٢١٤.

الصفحة 132