كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

فاعِلٌ». قلتُ: يا رسول اللهِ، أين أطلبُك؟ قال: «اطلُبني أوَّل ما تطلُبُني على الصراط». قلتُ: فإن لم ألقَك على الصراط؟ قال: «فاطلُبني عندَ الميزان». قلتُ: فإن لم ألقَك عند الميزان؟ قال: «فاطلُبني عند الحوضِ؛ فإنِّي لا أُخْطِئُ هذه الثلاثَ المواطن» (¬١). (٦/ ٣٢٦)

٢٧١١٤ - عن سلمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «يُوضَع الميزانُ يوم القيامة، فلو وُزِن فيه السمواتُ والأرضُ لَوَسِعَتْ. فتقولُ الملائكةُ: يا ربُّ، لِمَن يزِنُ هذا؟ فيقولُ اللهُ: لِمَن شئتُ مِن خَلْقي. فتقولُ الملائكةُ: سبحانك، ما عبدناك حقَّ عبادتك. ويوضعُ الصراطُ مثلَ حدِّ المُوسى (¬٢). فتقول الملائكة: مَن تُنجِي على هذا؟ فيقولُ: مَن شِئْتُ مِن خلقِي. فيقولون: سبحانَك، ما عبدناك حقَّ عبادتِك» (¬٣). (٦/ ٣٢٤)

٢٧١١٥ - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «يُصاحُ برجلٍ مِن أُمَّتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فيُنشَر له تسعةٌ وتسعونَ سِجِلًّا، كلُّ سِجِلٍّ منها مدُّ البصرِ، فيقولُ: أتُنكِرُ مِن هذا شيئًا؟ أظَلَمَك كتبتي الحافظون؟ فيقولُ: لا، يا ربِّ. فيقولُ: أفَلَك عُذْرٌ أو حسنة. فيهاب الرجل، فيقول: لا، يا ربِّ. فيقول: بلى، إنّ لك عندنا حسنة، وإنّه لا ظُلم عليك اليومَ. فيُخْرَجُ له بطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسولُه. فيقولُ: يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلّات؟ فيقالُ: إنّك لا تُظْلَم. فتُوضَعُ السِجِلّات في كفَّة، والبطاقةُ في كفَّة، فطاشت السِّجلّات، وثقلت البطاقةُ، ولا يثقلُ مع اسم الله شيءٌ» (¬٤). (٦/ ٣٢٦)
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ٢٠/ ٢١٠ (١٢٨٢٥)، والترمذي ٤/ ٤٢٩ - ٤٣٠ (٢٦٠٢).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه». وقال الذهبي في إثبات الشفاعة ص ٢٧ (٨): «إسناده جيد». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/ ٢٦٨ (٢٦٣٠).
(¬٢) المُوسى: آلة الحديد التي يُحْلَقُ بها. تاج العروس (موس).
(¬٣) أخرجه الحاكم ٤/ ٦٢٩ (٨٧٣٩).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ٢/ ١٨: «صحَّ عن سلمان». وقال الألباني في الصحيحة ٢/ ٦١٩ (٩٤١): «وفيه نظر، فإنّ هدبة بن خالد وإن كان من شيوخ مسلم فإنّ الراوي عنه المسيب بن زهير، لم أرَ مَن وثَّقه، وقد ترجم له الخطيب ١٣/ ١٤٩، وكنّاه أبا مسلم التاجر، وذكر أنّه روى عنه جماعة، وأنه توفي سنة (٢٨٥)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد رواه الآجري في الشريعة (٣٨٢) عن عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حماد بن سلمة به موقوفًا على سلمان، وإسناده صحيح، وله حكم المرفوع، لأنّه لا يُقال مِن قِبَل الرأي».
(¬٤) أخرجه أحمد ١١/ ٥٧٠ - ٥٧١ (٦٩٩٤)، والترمذي ٤/ ٥٨٥ (٢٨٢٩، ٢٨٣٠)، وابن ماجه ٥/ ٣٥٦ (٤٣٠٠) واللفظ له، وابن حبان ١/ ٤٦١ (٢٢٥)، والحاكم ١/ ٤٦ (٩).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، لم يخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم». وقال المرتضى الزبيدي في أماليه ص ٢١: «هذا حديث جيد الإسناد». وأورده الألباني في الصحيحة ١/ ٢٦١ (١٣٥).

الصفحة 18