كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

٢٧١١٦ - عن عائشة: أنّها ذَكَرَتِ النارَ فبَكَتْ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما لكِ؟». قالت: ذكرتُ النارَ، فبكيتُ، فهل تذكرون أهليكم يومَ القيامة؟ قال: «أمّا في ثلاثة مواطنَ فلا يذكرُ أحدٌ أحدًا: حيث يُوضعُ الميزانُ حتى يَعْلمَ يخِفُّ ميزانُه أم يثقلُ، وعندَ تطاير الكتبِ حين يُقال: {هآؤمُ اقرءوا كتابيه} [الحاقة: ١٩] حتى يعلم أين يقعُ كتابُه؛ أفي يمينه، أم في شماله، أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وُضع بينَ ظهري جهنمَ، حافتاه كلاليب كثيرةٌ، وحسكٌ كثيٌر، يحبسُ اللهُ بها مَن شاء مِن خلقه، حتى يعلمَ أينجُو أم لا» (¬١). (٦/ ٣٢٤)

٢٧١١٧ - عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من شيء يُوضَع في الميزان يومَ القيامة أثقلُ من خُلُق حسنٍ» (¬٢). (٦/ ٣٣٠)

٢٧١١٨ - عن أبي الأزهر الأنماريِّ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه قال: «اللهمَّ، اغفر لي، وأَخْسِئْ شيطاني، وفُكَّ رهاني، وثقِّل ميزاني، واجعلني في النَّدِيِّ (¬٣) الأعلى» (¬٤). (٦/ ٣٣٤)

٢٧١١٩ - قال أبو بكر الصديق حين حضره الموت في وصيته لعمر بن الخطاب: إنّما ثَقُلَتْ موازينُ مَن ثَقُلَتْ موازينُه يوم القيامة باتِّباعهم الحقَّ في الدنيا، وثقله عليهم، وحُقَّ لميزانٍ يُوضَع فيه الحقُّ غدًا أن يكون ثقيلًا، وإنّما خَفَّتْ موازينُ مَن
---------------
(¬١) أخرجه أبو داود ٧/ ١٣٣ (٤٧٥٥)، والحاكم ٤/ ٦٢٢ (٨٧٢٢).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة، على أنه قد صحّت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة - رضي الله عنها -، وأم سلمة»، وقال العراقي في تخريج الإحياء ١/ ١٩٠٦ (١): «وإسناده جيد».
(¬٢) أخرجه أحمد ٤٥/ ٤٨٧ (٢٧٤٩٦)، والترمذي ٤/ ١٠٣ (٢١٢١)، وأبو داود ٧/ ١٧٧ (٤٧٩٩). وابن حبان ٢/ ٢٣٠ (٤٨١)، والثعلبي ١٠/ ١٠.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه». وقال المناوي في فيض القدير ٥/ ٤٨٣ (٨٠٤٦) على رواية أحمد وأبي داود: «وفيه محمد بن كثير، قال في الكاشف: مختلف فيه، ثقة، اختلط بآخره». وقال الألباني في الصحيحة ٢/ ٥٣٥ (٨٧٦): «إسناده صحيح».
(¬٣) النَّدِيُّ -بالتشديد-: النادي. أي: اجعلني مع الملإ الأعلى من الملائكة. النهاية (نَدا).
(¬٤) أخرجه أبو داود ٧/ ٣٩٤ (٥٠٥٤)، والحاكم ١/ ٧٢٤ (١٩٨٢)، ١/ ٧٣٣ (٢٠١٢).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، وقال المناوي في التيسير ٢/ ٢٣٦: «وإسناده حسن».

الصفحة 19