كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

٢٧١٣٨ - قال عطاء: خُلِقوا في ظهر آدم، ثم صُوِّروا في الأرحام (¬١). (ز)

٢٧١٣٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}، قال: خلق اللهُ آدمَ من طين، ثم صوَّركم في بطون أمهاتكم، خلقًا من بعد خلق؛ علقةً، ثم مضغةً، ثم عظامًا، ثم كسا العظامَ لحمًا (¬٢). (٦/ ٣٣٥)

٢٧١٤٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: خلق الله آدم، ثم صوَّر ذريته بعده (¬٣). (ز)

٢٧١٤١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}، يقول: خلقنا آدم، ثُمَّ صوَّرنا الذُّرِّيَّة في الأرحام (¬٤). (ز)

٢٧١٤٢ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}، يقول: {خلقناكم} خَلَقَ آدم، {ثم صوَّرناكم} في بطون أمهاتكم (¬٥). (ز)

٢٧١٤٣ - عن سفيان، قال: سمعتُ الأعمش يقرأ: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}، قال: خلقناكم في أصلاب الرجال، ثم صوَّرناكم في أرحام النساء (¬٦). (ز)

٢٧١٤٤ - عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}، قال: خلق الإنسان في الرَّحِم، ثم صوَّره، فشَقَّ سمعه وبصره وأصابعه (¬٧). (٦/ ٣٣٥)

٢٧١٤٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ولقد خلقناكم} يعني: آدم - عليه السلام -، {ثم صورناكم} يعني: ذرية آدم؛ ذكرًا وأنثى، وأبيض وأسود، سويًّا وغير سويٍّ (¬٨) [٢٤٦٣]. (ز)
---------------
[٢٤٦٣] أفادت الآثارُ اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} على أقوال: الأول: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ} يعني: آدم، {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} ذرية آدم في أرحام النساء. وهو قول ابن عباس، والربيع، والسدي، وقتادة، والضحاك. الثاني: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ} في أصلاب آبائكم، {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} في بطون أمهاتكم. وهو قول عكرمة، والأعمش. الثالث: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ} يعني: آدم، {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} في ظهره. وهو قول مجاهد. الرابع: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ} في بطون أمهاتكم، {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} فيها. وهو قول الكلبي.
ورجَّح ابن جرير (١٠/ ٨٠) مستندًا إلى السياق، ولغة العرب القولَ بأنّ المراد: خلقنا آدم، ثم صورنا آدم. وذلك قريب المعنى من القول الثالث، وبيَّن علَّة ذلك، فقال: «لأنّ الذي يتلو ذلك قوله: {ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ}، ومعلوم أنّ الله -تبارك وتعالى- قد أمر الملائكة بالسجود لآدم قبل أن يُصَوِّر ذُرِّيَّته في بطون أمهاتهم، بل قبل أن يخلق أمهاتهم. و» ثم «في كلام العرب لا تأتي إلا بإيذان انقطاع ما بعدها عما قبلها، وذلك كقول القائل: قمتُ ثم قعدتُ. لا يكون القعود إذا عُطِف به بـ» ثم «على قوله: قمت، إلا بعد القيام، وكذلك ذلك في جميع الكلام. ولو كان العطف في ذلك بالواو جاز أن يكون الذي بعدها قد كان قبل الذي قبلها، وذلك كقول القائل: قمتُ وقعدتُ ... فلِما وصفنا قلنا: إنّ قوله: {ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ} لا يصح تأويله إلا على ما ذكرناه».
وانتَقَد ابن كثير (٦/ ٢٦٤) مستندًا إلى السياق القول الأول، فقال: «وهذا فيه نظر؛ لأنّه قال بعده: {ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ}. فدلَّ على أن المراد بذلك آدم، وإنّما قيل ذلك بالجمع لأنّه أبو البشر، كما قال الله تعالى لبني إسرائيل الذين كانوا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الغَمامَ وأَنزلْنا عَلَيْكُمُ المَنَّ والسَّلْوى} [البقرة: ٥٧]، والمراد: آباؤهم الذين كانوا في زمن موسى، ولكن لَمّا كان ذلك مِنَّةً على الآباء الذين هم أصلٌ صار كأنه واقع على الأبناء».
ووجَّه ابن عطية (٣/ ٥٢٠) قولَ مجاهد والقولَ الذي رجحه ابن جرير بأن تكون {ثم} على بابها في الترتيب والمهلة.
_________
(¬١) تفسير الثعلبي ٤/ ٢١٨.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٧٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٧٦ - ٧٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٢.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٧٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٢.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٧٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٢.
(¬٦) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٧٨.
(¬٧) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٢٢٥، وابن جرير ١٠/ ٧٩ مبهمًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٨) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٠.وقد تقدمت آثار تفسير ذلك في سورة البقرة [٣٤]، وقد كررها ابن أبي حاتم هنا كعادته.

الصفحة 23