كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -: واللهِ، ما قالت القدرية بقول الله، ولا بقول الملائكة، ولا بقول النبيين، ولا بقول أهل الجنة، ولا بقول أهل النار، ولا بقول صاحبهم إبليس. فقالوا له: تُفَسِّره لنا، يا ابن رسول الله. فقال: قال الله - عز وجل -: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء} [يونس: ٢٥]. وقالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا} [البقرة: ٣٢]. وقال نوح - عليه السلام -: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم} [هود: ٣٤]. فأما موسى - عليه السلام - فقال: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء} [الأعراف: ١٥٥]. وأما أهل الجنة فإنهم قالوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا} [الأعراف: ٤٣]. وأمّا أهل النار فإنهم قالوا: {لو هدانا الله لهديناكم} [إبراهيم: ٢١]. وأما أخوهم إبليس فقال: {فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} [الأعراف: ١٦]. فزعمت القدريَّةُ أنّ الله لا يُغْوِي (¬١).

٢٧١٧٤ - قال أبو معاوية الضرير، عن رجل لم يُسَمَّ، قال: كنتُ عند طاووس في المسجد الحرام، فجاء رجل ممن يُرمي [بـ] القَّدَر من كبار الفقهاء، فجلس إليه، فقال طاووس: [تقوم، أو تُقام]. فقام الرجل. [فقيل] لطاووس: تقول هذا لرجل فقيه؟ فقال: إبليسُ أفقهُ منه، يقول إبليس: {رب بما أغويتني}. ويقول هذا: أنا أُغْوِي نفسي (¬٢). (ز)

٢٧١٧٥ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي مودود- قال: قاتل الله القدرية، لَإبليسُ أعلمُ بالله منهم (¬٣). (ز)

٢٧١٧٦ - عن أرطاة، عن رجلٍ من أهل الطائف، في قوله: {فبما أغويتني}، قال: عَرَف إبليسُ أنّ الغِوايَةَ جاءتْه من قِبَل الله؛ فآمن بالقَدَر (¬٤). (٦/ ٣٣٦)


{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (١٧)}
تفسير الآية:
٢٧١٧٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {ثم لأتينهم من بين أيديهم} قال:
---------------
(¬١) أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ٢/ ٧٣٩.
(¬٢) أخرجه الثعلبي ٤/ ٢٢٠. وينظر: الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٧٥.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٩٣.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبةَ، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

الصفحة 30