كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

يعني: إبليس {لكما عدو مبين} (¬١) [٢٤٧٣]. (ز)


{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)}
٢٧٢٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحّاك- في قوله: {قالا} قال: آدمُ وحوّاءُ: {ربَّنا ظلمنا أنفُسنا} يعني: ذنبًا أذْنبْناه، فغفَره لهما (¬٢). (٦/ ٣٤٩)

٢٧٢٧٧ - عن الحسن البصري: {قالا ربَّنا ظلمنا أنفُسَنا} الآية، قال: هي الكلماتُ التي تلقّى آدمُ من ربِّه (¬٣). (٦/ ٣٤٩)

٢٧٢٧٨ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر-، مثله (¬٤). (٦/ ٣٤٩)

٢٧٢٧٩ - عن قتادةَ بن دعامة -من طريق مَعْمَر- قال: قال آدم: يا ربِّ، أرأيتَ إن تبتُ فاستغفرتُ؟ قال: إذًا أُدْخِلُك الجنَّة. وأمّا إبليس فلم يستغفر، وإنما سأل النَّظِرةَ (¬٥)، فأعطى كل واحد منهما الذي سَأَل (¬٦). (ز)
---------------
[٢٤٧٣] نقل ابنُ عطية (٣/ ٥٣٦) في قوله تعالى: {وناداهُما} عن الجمهور أن «هذا النداء نداءُ وحيٍ بواسطة». ثم علَّق عليه بقوله: «ويُؤَيِّد ذلك أنّا نتلقى من الشرع أنّ موسى - عليه السلام - هو الذي خُصِّص بين العالَم بالكلام، وأيضًا ففي حديث الشفاعة أنّ بني آدم المؤمنين يقولون لموسى يوم القيامة: «أنت خصَّك الله بكلامه، واصطفاك برسالته؛ اذهب فاشفع للناس». وهذا ظاهره أنه مُخَصَّص ... ويُؤَيَّد أنّه نداء وحي اشتراكُ حواء فيه، ولم يُرْوَ قطُّ أنّ الله - عز وجل - كلم حواء».
ونَقَل عن فرقة قولهم: «بل هو نداء تكليم». ثم علَّق عليه بقوله: «وحُجَّة هذا المذهب أنّه وقع في أول ورقة من تاريخ ابن أبي خيثمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن آدم. فقال: «نبيٌّ مُكَلَّم». وأيضًا فإنّ موسى خُصِّص بين البشر الساكنين في الأرض، وأمّا آدم إذ كان في الجنة فكان في غير رتبة سكان الأرض، فليس في تكليمه ما يُفْسِد تخصيص موسى - عليه السلام - ... ويُتَأَوَّل قوله عليه الصلاة والسلام: «نبيٌّ مُكَلَّم». أنه بمعنى: مُوصَل إليه كلام الله -تبارك وتعالى-».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٢.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٥٤.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١١٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٥) النَّظِرَةُ -بكسر الظاء-: التأْخير فِي الأَمر. لسان العرب (نظر).
(¬٦) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٢٦، وابن جرير ١٠/ ١١٦.

الصفحة 48