كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

قطَعك، وتُعْطِيَ مَن حرَمك، وتَصْفَحَ عمَّن شتَمك» (¬١). (٦/ ٧١٢)

٢٩٨٤١ - عن ابن عباس، قال: قَدِم عُيينةُ بن حصنِ بن بدر، فنزَل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس، وكان مِن النفر الذين يُدْنِيهم عمر، وكان القُرّاءُ أصحابَ مجالس عمر ومشاورتِه؛ كُهولًا كانوا أو شُبّانًا، فقال عُيَيْنَةُ لابن أخيه: يا ابنَ أخي، لك وجْهٌ عندَ هذا الأمير؛ فاستأذِنْ لي عليه. قال: سأستأذِنُ لك عليه. قال ابن عباس: فاسْتأذَن الحرُّ لعُيينة، فأذِن له عمر، فلما دخل قال: هِي، يا ابن الخطاب (¬٢)، فواللهِ، ما تُعْطِينا الجَزْلَ، ولا تَحكُمُ بينَنا بالعدل. فغضِب عمر حتى همَّ أن يُوقِعَ به، فقال له الحُرُّ: يا أمير المؤمنين؛ إنّ الله - عز وجل - قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. وإنّ هذا مِن الجاهلين. واللهِ، ما جاوَزها عمرُ حين تَلاها عليه، وكان وقّافًا عندَ كتاب الله - عز وجل - (¬٣). (٦/ ٧٠٩)


{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)}
نزول الآية:
٢٩٨٤٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: لَمّا نزلت: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف بالغضبِ، يا ربِّ؟». فنزل: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ} الآية (¬٤) [٢٧٢٠]. (٦/ ٧١٤)
---------------
[٢٧٢٠] قال ابنُ عطية (٤/ ١١٩): «قوله: {سميع} يصلح مع الاستعاذة، ويصلح أيضًا مع ما يقول فيه الكفار من الأقاويل فيغضبه الشيطان لذلك، و {عليم} كذلك». ثم بيَّن أنه بهذه الآية تعلَّق ابنُ القاسم في قوله: إنّ الاستعاذة عند القراءة: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».
_________
(¬١) أخرجه أحمد ٢٤/ ٣٨٣ (١٥٦١٨).
قال العراقي في تخريج الإحياء ص ٦٧٩: «بسند ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ١٨٩ (١٣٦٩٣): «رواه الطبراني، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف». وقال المناوي في التيسير ١/ ١٨٧: «ضعيف؛ لضعف زياد بن فائد وغيره». وقال الألباني في الضعيفة ٦/ ١١٣ (٢٦٠٤): «ضعيف».
(¬٢) قال الحافظ في فتح الباري ١٣/ ٢٥٩ بعد أن ذكر الخلاف في معنى العبارة: «والذي يقتضيه السياق أنّه أراد بهذه الكلمة الزجر والكف، لا الازدياد».
(¬٣) أخرجه البخاري (٤٦٤٢)، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٣٩، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٣١٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٦٤٦.

الصفحة 564