كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

بدأكم تعودون}، قال: مَن ابتدأ اللهُ خلْقَه على الهُدى والسعادةِ صيَّره إلى ما ابتَدأ عليه خلْقَه، كما فعل بالسَّحَرة؛ ابتدأ خَلْقَهم على الهُدى والسعادةِ حتى توفّاهم مسلمين، وكما فعَل إبليسَ؛ ابتدأ خلْقَه على الكُفرِ والضَّلالة، وعَمِل بعملِ الملائكةِ، فصيَّره اللهُ إلى ما ابتدأ خلْقَه عليه من الكُفر، قال اللهُ تعالى: {وكانَ من الكافرينَ} [البقرة: ٣٤] (¬١). (٦/ ٣٥٨)

٢٧٤٠٧ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}، يقول: {كما بدأكم تعودون} كما خلقناكم فريق مهتدون وفريق ضال؛ كذلك تعودون وتخرجون من بطون أمهاتكم (¬٢). (ز)

٢٧٤٠٨ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {كما بدأكُمْ تعُودُونَ}، قال: خلقهم من الترابِ، وإلى التراب يعودون. قال: وقيل في الحكمة: ما فخَر من خُلِق من التراب وإلى التراب يعود، وما تكبَّر مَن هو اليومَ حيٌّ وغدًا يموت، وإنّ الله وعد المتكبِّرين أن يضعَهم ويرفع المستضعفين، فقال: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: ٥]. ثم قال: {فريقًا هدى وفريقًا حقَّ عليهمُ الضلالةُ} ذلك بأنهم {اتخذُوا الشَّياطين أوليآء مِن اللهِ ويحسبُونَ أنهُم ُمْهتدونَ} (¬٣).
(٦/ ٣٥٩)

٢٧٤٠٩ - قال الربيع بن أنس: كما بدأكم [عرايا] تعودون [إليه عرايا] (¬٤). (ز)

٢٧٤١٠ - قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر-: كما بدأهم؛ كما خلقهم كذلك يعودون، مَن خلقه مؤمنًا وكافرًا أعاده كما بدأه (¬٥). (ز)

٢٧٤١١ - قال مقاتل بن سليمان: {كما بدأكم تعودون}، يعني: كما خلقكم سعداء وأشقياء كذلك تعودون (¬٦). (ز)

٢٧٤١٢ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {كما
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١٤٣، وابن حاتم ٥/ ١٤٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١٤٤، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٣ بنحوه.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٣.
(¬٤) تفسير الثعلبي ٤/ ٢٢٨، وعقَّب عليه بقوله: نظيره قوله: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة} [الأنعام: ٩٤].
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٢٥.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٣ - ٣٤.

الصفحة 69