كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

البكم الذين لا يعقلون} أي: المنافقون الذين نهيتكم أن تكونوا مثلهم، بُكْم عن الخير، صُمٌّ عن الحق، {لا يعقلون} لا يعرفون ما عليهم في ذلك من النقمة والتِّباعَةِ (¬١) [٢٧٧٥]. (ز)

٣٠٥٠٦ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}: وليس بالأصم في الدنيا ولا بالأبكم، ولكن صم القلوب وبكمها وعميها. وقرأ: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج: ٤٦] (¬٢). (ز)


{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ}

٣٠٥٠٧ - عن عروة بن الزبير -من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر- في قوله: {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم}، أي: لأَنفَذ لهم قولَهم الذي قالوا بألسنتِهم، ولكنَّ القلوب خالفَتْ ذلك منهم (¬٣). (٧/ ٨١)
٣٠٥٠٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله (¬٤). (ز)

٣٠٥٠٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} يعني: لأعطاهم
---------------
[٢٧٧٥] أفادت الآثار اختلافًا في مَن عُنِي بقوله تعالى: {إنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} على أقوال: الأول: عُنِي بها نفرٌ من المشركين. وهو قول ابن عباس من طريق مجاهد، ومجاهد، الثاني: عُنِي بها المنافقون. وهو قول ابن إسحاق. ورجَّح ابنُ جرير (١١/ ١٠٢) القول الأوّل مستندًا إلى السياق، فقال: «لأنها في سياق الخبر عنهم».
وذكر ابنُ عطية (٤/ ١٦١) القول الأول، ثم قال: «وظاهرها العموم فيهم وفي غيرهم ممن اتّصف بهذه الأوصاف».ووجَّه ابنُ كثير (٧/ ٤٥) هذين القولين، فقال: «ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا؛ لأن كُلاًّ منهم مسلوب الفهم الصحيح، والقصد إلى العمل الصالح».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١١/ ١٠١.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١١/ ١٠٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٧٨ من طريق أصبغ بن الفرج بلفظ: {الصم} وليس بالصُّم في الدنيا، ولكن صُم القلب.
(¬٣) أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٦٦٩ - ، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٧٨.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١١/ ١٠٣.

الصفحة 711