كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 9)

العذاب، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} يقول: لا يتأخرون ولا يَتَقَدَّمون حتى يُعَذَّبوا، وذلك حين سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن العذاب (¬١). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٢٧٥٧٦ - عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَن سرَّه النَّساءُ في الأجل، والزيادةُ في الرِّزق؛ فلْيَصِلْ رَحِمَه» (¬٢). (٦/ ٣٨٠)

٢٧٥٧٧ - عن ابن أبي مُلَيكةَ، قال: لَمّا طُعِن عمرُ جاء كعب [الأحبار]، فجعل يبكي بالباب، ويقول: واللهِ، لو أنّ أمير المؤمنين يُقْسِمُ على اللهِ أن يُؤَخِّره لأخَّره. فدخل ابنُ عباس عليه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، هذا كعبٌ يقولُ كذا وكذا. قال: إذن -واللهِ- لا أسألُه (¬٣). (٦/ ٣٨٠)

٢٧٥٧٨ - عن كعب الأحبار -من طريق شدّاد بن أوس- قال: كان في بني إسرائيل مَلِكٌ إذا ذكرناه ذكرنا عمرَ، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه، وكان إلى جنبه نبيٌّ يُوحى إليه، فأوحى اللهُ إلى النبيِّ أن يقول له: اعهدْ عهدك، واكتب إلَيَّ وصيتك، فإنّك ميتٌ إلى ثلاثة أيامٍ. فأخبره النبيُّ بذلك، فلمّا كان في اليوم الثالث وقع بين الجُدُر وبين السرير، ثُمَّ جَأَر إلى ربِّه، فقال: اللهمَّ، إن كنت تعلمُ أنِّي كنتُ أعدلُ في الحُكمِ، وإذا اختلفت الأمورُ اتَّبعتُ هُداك، وكنتُ وكنتُ؛ فزِدْنِي في عُمُري حتى يكبر طفلي، وتربُو أُمَّتِي. فأوحى الله إلى النبيِّ: إنّه قد قال كذا وكذا، وقد صدَق، وقد زدتُه في عُمُره خمسَ عشرةَ سنةً، ففي ذلك ما يكبرُ طفلُه وتربُو أُمَّتُه. فلمّا طُعِن عمرُ قال كعبٌ: لئن سأل عمرُ لَيُبْقِيَنَّه. فأُخْبِر بذلك عمرُ، فقال: اللَّهُمَّ، اقبِضْني إليك غير عاجز ولا مَلُوم (¬٤). (٦/ ٣٧٩)

٢٧٥٧٩ - عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن أبيه، عن جدِّه، قال: دعا سعدُ بن أبي وقاص، فقال: يا ربِّ، إنّ لي بنين صغارًا، فأخِّر عنِّي الموت حتى يبلُغوا. فأخّر عنه الموت عشرين سنةً (¬٥). (٦/ ٣٨٠)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٥.
(¬٢) أخرجه أحمد ٣٧/ ٨٦ - ٨٧ (٢٢٤٠٠)، من طريق محمد بن بكر، عن ميمون أبي محمد المزني التميمي، ثنا محمد بن عباد المخزومي، عن ثوبان به.
إسناده حسن، قال ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٨٠: «تفرّد به أحمد، وله شاهد في الصحيح».
(¬٣) أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٦١.
(¬٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٣٥٣ - ٣٥٤.
(¬٥) أخرجه البيهقيُّ في الدلائل ٦/ ١٩١، وابن عساكر ٢٠/ ٣٥٠.

الصفحة 97